(الضجوع) و (صُفيّة)
قال الأخ صالح عدة أقوال وهي بحسب الترتيب الزمني :
1- قال : «الصفيّة وهي ارض تقع شمال من (ظلم) بالقرب منها (قوىّ والضجوع) قال عنها البكري انها لهذيل مجاورة لديار سليم»
2- ثم قال : «قوىّ من ديار هذيل كما ذكر البكري وبالقرب من الصفية وذات الرمث» .
3- ثم بعد ذلك رجع وقال: «الضجوع ولعلها مايسمى بالضلوع القريبة من الجياسر فسليم يجاورن هذيل هناك فلهم حبر والغرابة كما قال الحموي» .
4- ثم جاء وقال بكل ثقة : «وهناك شاهد يبين اين تقع «الضجوع» بالضبط لتميم بن مقبل من (بنو) عامر بن صعصعة: اقول وقد قطعن بنا شرورى... سوامد واستوين من الضجوع»
5- ثم عاد متشككا وقال : «وقد تكون الضجوع هي مايسمى بلاد المضجع المشهورة (لبنو) عامر بن صعصعة»
6- ثم عاد بعد أيام متأكداً وجازماً , فقال : «والدليل القاطع أن الضجوع بنجد ذكر الصُفيّة القريبة منها كما في وصف (ابو) ذؤيب تماماً وهي ماء بنجد لبني أسد»
7- ثم قال : «الضجوع ايضاً من ديار هذيل المجاورة (لبنو) سليم بنجد وقال البكري بلاد هذيل وسليم ولم ترد الضجوع في غير نجد»
8- وقال : «وقال الأصمعي في الضجوع مواقع كلها بنجد ولعله موقع ذا حدود مع اكثر من قبيلة كماهو معروف بين بعض القبائل»
قلت : على كثرة هذه التخرصات والظنون التي نثرها هنا الأخ صالح إلا أنه لم يُوفق للصواب في حرف واحد , فقد شدّ الرحال بحثاً عن (الضجوع) و (صُفيّة) في نجد يمنة ويسرة , فتارة نقل هذيل وسُليم إلى جهة المدينة , وتارة نقل هذيل وسليم إلى جهة ظلم , وتارة نقل هذيل وسليم إلى جهة القصيم , وتارة نقل هذيل وسليم إلى جهة عفيف , كل ذلك ليُثبت شيئاً لم يخلقه الله ولم يكن , وهو هنا لا يفرّق في المسميات بين الجبل والوادي والأرض والماء , بل يبحث في (قوقل) عن الاسم المشابه والمقارب لاسمٍ ورَدَ في بيت شاعر هذلي , فإذا وجد اسماً أو فعلاً أو حرفاً وضع عليه الميْسَم , ثم بدأ يرسم الحدود في خياله , بعيداً كل البعد عن المعرفة والتاريخ والواقع والجغرافيا , حقيقة إني أربأ بالأخ صالح عن هذه الجهالات التي لا يقولها إلا رجل مُبرسِم , نعود إلى (الضجوع) و (صُفيّة) فليت الأخ صالح لم يتعب نفسه ولا غيره وبحث عنها في تهامة في بلاد هذيل .
قلت : سأذكر كلامه على الترتيب السابق وأبيّن خطأه باختصار :
(1) : قوله : «الصفيّة وهي ارض تقع شمال من (ظلم) بالقرب منها (قوىّ والضجوع) قال عنها البكري انها لهذيل مجاورة لديار سليم»
قلت : ذكر هذا الكلام عن (صُفيّة) والذي قَرَنه بصورة لكلام البكري عن موقع آخر وهو (الضجوع) , ليس فيه لا شمال ظلم ولا جنوبه , وإنما هذا كلام من عند صالح -غفر الله له- موهماً الناس بأن هذا كلام البكري .
(2) : قال : «قوىّ من ديار هذيل كما ذكر البكري وبالقرب من الصفية وذات الرمث»
قلت : الأخ صالح خلط هنا , فـ(قوىّ) التي ذكرها البكري من ديار هذيل وهي في تهامة ذكرها في رسم (الضجوع) , وأمّا التي في رسم (قوىّ) والتي ذكرها المخبّل السعدي وقرنها بـ(ذي الرمث) فموقع آخر في بلاد تميم في نجد .
(3) : قال: «الضجوع ولعلها مايسمى بالضلوع القريبة من الجياسر فسليم يجاورن هذيل هناك فلهم حبر والغرابة كما قال الحموي»
قلتُ : هنا وقع تدليس وتلبيس وتقويل لياقوت مالم يقل , ذكر هذا الكلام عن (الضجوع) وقَرَنه بصورة لكلام للبكري ليس لياقوت عن (الضجوع) ونسبه لياقوت !! , وليس فيه من هذا الكلام الذي ذكره حرفاً واحداً , وإنما هذا كلام من عند صالح -غفر الله له- , أمّا (الضلوع) فلم تكن لهذيل يوماً , واسم (الضلوع) اسم قديم , كانت في الجاهلية لبني تغلب (انظر بلاد العرب 198) ثم أصبحت من بلاد ربيعة بن الأضبط , وهي الآن من بلاد بني عبدالله من مطير (انظر معجم عالية نجد لابن جنيدل 866) .
(4) : قال : «وهناك شاهد يبين اين تقع «الضجوع» بالضبط لتميم بن مقبل من بنو عامر بن صعصعة: اقول وقد قطعن بنا شرورى... سوامد واستوين من الضجوع»
قلتُ : أولاً : مع هذا الضبط الذي يدّعيه صالح للموقع , إلا أنه لم يستطع أن يبيّن ويحدد الموقع , ثانياً : أن (الضجوع) هنا في شعر تميم بن مقبل ليس مكاناً بعينه , فإن سياق البيت والكلام يدل على أنه أرض منخفضة , فالاستواء هنا هو الارتفاع .
(5) : قال : «وقد تكون الضجوع هي مايسمى بلاد المضجع المشهورة (لبنو) عامر بن صعصعة»
قلتُ : بعد الضبط السابق الذي صرّح به , عاد متششكاً , فهو لا يعرف أين الضجوع من أرض الله , أمّا المضجع فلم يكن لهذيل يوماً , و(المضجع) هذا اسمه من قديم وهو لبني كلاب من هوازن , ففي كتاب «بلاد العرب» نقل لغدة (132) : «و(المضجع) من بلاد بني كلاب , فيه جبال ورمال ومياه , وهو لبني أبي بكر خاصة , قال العامري : لنا المضجع والمعطن جميعا , إلا أن أمرأهما المضجع , وهما بسرّة نجد» . انتهى
ولازال إلى الآن من بلاد هوازن , فيه من قبيلة عتيبة المقطة والنفعة والشيابين , و(المضجع) جنوب عفيف 200 كيلاً , (انظر معجم عالية نجد لابن جنيدل 1146) .
(6) : قال : «والدليل القاطع أن الضجوع بنجد ذكر (الصُفيّة) القريبة منها كما في وصف (ابو) ذؤيب تماماً وهي ماء بنجد لبني أسد»
قلت : كما يقال في المثل : اتسع الخرق على الراقع , أين الدليل ؟ وعلى ماذا ؟ أبو ذؤيب يتكلم عن أودية في تهامة , وياقوت يتكلم عن جبل وحزيز وماء في شمال نجد , وأين وصف أبو ذؤيب (صُفيّة) والذي وصفه صالح بالتمام ؟
الأخ صالح يقرأ كلام ياقوت : (ماء بنجد لبني أسد) ويرفق صورة من كلام ياقوت في المعجم بذلك , ثم يقول بعد ذلك : (صُفيّة) التي بنجد لهذيل !!! لو كان يعلم الأخ صالح أين موقع (صُفيّة) لما قال ذلك .
فجبل (صُفيّة) الذي في بلاد بني أسد اسمه الآن جبل (الدوسري) بين أبانات وسواج , راجع كلام الشيخ محمد العبودي «معجم بلاد القصيم» (3/962)
قال الشاعر العامي :
يا طيري اللي ماكره بالطويلة
الدوسري اللي بين ابانات وسواج
وسأنقل كلام ياقوت كاملا حتى تزول الوحشة عن (صُفيّة) :
قال ياقوت الحموي (المتوفى: 626هـ) في «معجم البلدان» : «صُفَيّةُ : بضم أوّله، وفتح ثانيه، والياء مشددة، بلفظ تصغير صافية مرخّما:
1- ماء لبني أسد عندها هضبة يقال لها هضبة صفيّة وحزيز يقال له حزيز صفية، قال ذلك الأصمعي ،
وقال أبو ذؤيب:
أمن آل ليلى بالضّجوع وأهلنا ... بنعف اللّوى أو بالصّفيّة عير
2-قال الأخفش: الضجوع موضع، والنّعف ما ارتفع من مسيل الوادي وانخفض من الجبل، يقول: أمن آل ليلى عير مرّت بهذا الموضع، قال أبو زياد:
3- وصفيّة ماء للضباب بالحمى حمى ضرية،
4-وقال أيضا: صفيّة ماء لغني،
5-قال الأصمعي: ومن مياه بني جعفر الصّفيّة». انتهى كلام ياقوت
هذه خمسة أماكن تشترك في اسم (صُفيّة) كلها في نجد إلا وادي(صُفيّة) الذي في تهامة , والذي لا يعرفه صالح , وهو معروف :
قال البلادي في المعجم في مادة صفية : «صفية تصغير صفاة , شعبة تصب في وادي الفوارة ,إحدى شعبتي ضرعاء من ضفته الشرقية , وضرعاء من ضراء مرّ الشرقية» .
قال البلادي في المعجم عن (ضرعاء) : «واد كبير يصب في وادي الزبارة من الشمال فوق مصب مرّ , ماؤها يجري سرباً على وجه الأرض , وأسفلها عين الزهيري وهي عين عليها زراعة سكانها بنو مسعود وبنو عمير من هذيل , ومر الوارد هنا أحد روافد مر الظهران» .
قلت : وهو غير (ضرعاء) القمة الطويلة المصمعدة بطرف رأس رهجان من الشرق أبرز القمم هناك , ترى من نعمان لا يكاد يصعدها أحد .
وقال محمد بن علي بن هلال الحتيرشي في مقال (من بلاد هذيل) في مجلة العرب (18/1090) : «صفية من أودية بني مسعود شمال مكة» .
وقال أيضاً في مقال (من بلاد هذيل) في مجلة العرب (20/566) : «صفيّة واد شمال مكة , بعد المضيق , يصب فيه واد حورة , فيه مزارع نخل ومقاري نحل , يسكنه بنو مسعود من هذيل» .
وقال : «الفوارة شمال مكة 75 كيلا تجتمع فيها سيول عدة أودية منها وادي صفية وقانة» .
(7) : قال صالح : «الضجوع ايضاً من ديار هذيل المجاورة (لبنو) سليم بنجد وقال البكري بلاد هذيل وسليم ولم ترد الضجوع في غير نجد» ,
قلتُ : هذا الكلام غير صحيح .
أمّا (الضجوع) التي في بلاد هذيل وبني سليم فقد ذكر عاتق البلادي في معجمه (1030/5) بعد أن ذكر كلام ياقوت , وكلام البكري , وبيت أبي ذؤيب , فقال إنه يُعرف اليوم بـاسم (الجضوع) , ثم قال في معجمه (358/2) : الجضوع (الضجوع) مجموعة شعاب تجتمع ثم تدفع في (غُران) من الجنوب , غرب (المسماة) بحوالي (3) أكيال , تأخذ مياهها من جبل (وتن) بين (غُران) و (فيدة) .
(8) : قال : «وقال الأصمعي في الضجوع مواقع كلها بنجد ولعله موقع ذا حدود مع اكثر من قبيلة كماهو معروف بين بعض القبائل»
قلت : العجيب أن الصورة المرفقة لكلام الأصمعي ليس فيها هذا الحصر , فهذا الحصر هو من عند الأخ صالح ، أمّا الحدود فالأخ صالح مغرم برسم الحدود ، فبداية جعل الضجوع وصفية حدود هذيل مع سُليم ، ثم جعلها حدوداً مع بني أسد ، ثم جعلها حدوداً مع بني عامر من هوازن ، فهل هذا إلا عبث واستخفاف بعقول الناس ؟ .
وبهذه الحجج يتبيّن للقارئ الكريم أن كلام الأخ صالح غير صحيح جملة وتفصيلا , هدانا الله وإياه للحق وجنبنا الله وإياه اتباع الهوى .
قال الأخ صالح عدة أقوال وهي بحسب الترتيب الزمني :
1- قال : «الصفيّة وهي ارض تقع شمال من (ظلم) بالقرب منها (قوىّ والضجوع) قال عنها البكري انها لهذيل مجاورة لديار سليم»
2- ثم قال : «قوىّ من ديار هذيل كما ذكر البكري وبالقرب من الصفية وذات الرمث» .
3- ثم بعد ذلك رجع وقال: «الضجوع ولعلها مايسمى بالضلوع القريبة من الجياسر فسليم يجاورن هذيل هناك فلهم حبر والغرابة كما قال الحموي» .
4- ثم جاء وقال بكل ثقة : «وهناك شاهد يبين اين تقع «الضجوع» بالضبط لتميم بن مقبل من (بنو) عامر بن صعصعة: اقول وقد قطعن بنا شرورى... سوامد واستوين من الضجوع»
5- ثم عاد متشككا وقال : «وقد تكون الضجوع هي مايسمى بلاد المضجع المشهورة (لبنو) عامر بن صعصعة»
6- ثم عاد بعد أيام متأكداً وجازماً , فقال : «والدليل القاطع أن الضجوع بنجد ذكر الصُفيّة القريبة منها كما في وصف (ابو) ذؤيب تماماً وهي ماء بنجد لبني أسد»
7- ثم قال : «الضجوع ايضاً من ديار هذيل المجاورة (لبنو) سليم بنجد وقال البكري بلاد هذيل وسليم ولم ترد الضجوع في غير نجد»
8- وقال : «وقال الأصمعي في الضجوع مواقع كلها بنجد ولعله موقع ذا حدود مع اكثر من قبيلة كماهو معروف بين بعض القبائل»
قلت : على كثرة هذه التخرصات والظنون التي نثرها هنا الأخ صالح إلا أنه لم يُوفق للصواب في حرف واحد , فقد شدّ الرحال بحثاً عن (الضجوع) و (صُفيّة) في نجد يمنة ويسرة , فتارة نقل هذيل وسُليم إلى جهة المدينة , وتارة نقل هذيل وسليم إلى جهة ظلم , وتارة نقل هذيل وسليم إلى جهة القصيم , وتارة نقل هذيل وسليم إلى جهة عفيف , كل ذلك ليُثبت شيئاً لم يخلقه الله ولم يكن , وهو هنا لا يفرّق في المسميات بين الجبل والوادي والأرض والماء , بل يبحث في (قوقل) عن الاسم المشابه والمقارب لاسمٍ ورَدَ في بيت شاعر هذلي , فإذا وجد اسماً أو فعلاً أو حرفاً وضع عليه الميْسَم , ثم بدأ يرسم الحدود في خياله , بعيداً كل البعد عن المعرفة والتاريخ والواقع والجغرافيا , حقيقة إني أربأ بالأخ صالح عن هذه الجهالات التي لا يقولها إلا رجل مُبرسِم , نعود إلى (الضجوع) و (صُفيّة) فليت الأخ صالح لم يتعب نفسه ولا غيره وبحث عنها في تهامة في بلاد هذيل .
قلت : سأذكر كلامه على الترتيب السابق وأبيّن خطأه باختصار :
(1) : قوله : «الصفيّة وهي ارض تقع شمال من (ظلم) بالقرب منها (قوىّ والضجوع) قال عنها البكري انها لهذيل مجاورة لديار سليم»
قلت : ذكر هذا الكلام عن (صُفيّة) والذي قَرَنه بصورة لكلام البكري عن موقع آخر وهو (الضجوع) , ليس فيه لا شمال ظلم ولا جنوبه , وإنما هذا كلام من عند صالح -غفر الله له- موهماً الناس بأن هذا كلام البكري .
(2) : قال : «قوىّ من ديار هذيل كما ذكر البكري وبالقرب من الصفية وذات الرمث»
قلت : الأخ صالح خلط هنا , فـ(قوىّ) التي ذكرها البكري من ديار هذيل وهي في تهامة ذكرها في رسم (الضجوع) , وأمّا التي في رسم (قوىّ) والتي ذكرها المخبّل السعدي وقرنها بـ(ذي الرمث) فموقع آخر في بلاد تميم في نجد .
(3) : قال: «الضجوع ولعلها مايسمى بالضلوع القريبة من الجياسر فسليم يجاورن هذيل هناك فلهم حبر والغرابة كما قال الحموي»
قلتُ : هنا وقع تدليس وتلبيس وتقويل لياقوت مالم يقل , ذكر هذا الكلام عن (الضجوع) وقَرَنه بصورة لكلام للبكري ليس لياقوت عن (الضجوع) ونسبه لياقوت !! , وليس فيه من هذا الكلام الذي ذكره حرفاً واحداً , وإنما هذا كلام من عند صالح -غفر الله له- , أمّا (الضلوع) فلم تكن لهذيل يوماً , واسم (الضلوع) اسم قديم , كانت في الجاهلية لبني تغلب (انظر بلاد العرب 198) ثم أصبحت من بلاد ربيعة بن الأضبط , وهي الآن من بلاد بني عبدالله من مطير (انظر معجم عالية نجد لابن جنيدل 866) .
(4) : قال : «وهناك شاهد يبين اين تقع «الضجوع» بالضبط لتميم بن مقبل من بنو عامر بن صعصعة: اقول وقد قطعن بنا شرورى... سوامد واستوين من الضجوع»
قلتُ : أولاً : مع هذا الضبط الذي يدّعيه صالح للموقع , إلا أنه لم يستطع أن يبيّن ويحدد الموقع , ثانياً : أن (الضجوع) هنا في شعر تميم بن مقبل ليس مكاناً بعينه , فإن سياق البيت والكلام يدل على أنه أرض منخفضة , فالاستواء هنا هو الارتفاع .
(5) : قال : «وقد تكون الضجوع هي مايسمى بلاد المضجع المشهورة (لبنو) عامر بن صعصعة»
قلتُ : بعد الضبط السابق الذي صرّح به , عاد متششكاً , فهو لا يعرف أين الضجوع من أرض الله , أمّا المضجع فلم يكن لهذيل يوماً , و(المضجع) هذا اسمه من قديم وهو لبني كلاب من هوازن , ففي كتاب «بلاد العرب» نقل لغدة (132) : «و(المضجع) من بلاد بني كلاب , فيه جبال ورمال ومياه , وهو لبني أبي بكر خاصة , قال العامري : لنا المضجع والمعطن جميعا , إلا أن أمرأهما المضجع , وهما بسرّة نجد» . انتهى
ولازال إلى الآن من بلاد هوازن , فيه من قبيلة عتيبة المقطة والنفعة والشيابين , و(المضجع) جنوب عفيف 200 كيلاً , (انظر معجم عالية نجد لابن جنيدل 1146) .
(6) : قال : «والدليل القاطع أن الضجوع بنجد ذكر (الصُفيّة) القريبة منها كما في وصف (ابو) ذؤيب تماماً وهي ماء بنجد لبني أسد»
قلت : كما يقال في المثل : اتسع الخرق على الراقع , أين الدليل ؟ وعلى ماذا ؟ أبو ذؤيب يتكلم عن أودية في تهامة , وياقوت يتكلم عن جبل وحزيز وماء في شمال نجد , وأين وصف أبو ذؤيب (صُفيّة) والذي وصفه صالح بالتمام ؟
الأخ صالح يقرأ كلام ياقوت : (ماء بنجد لبني أسد) ويرفق صورة من كلام ياقوت في المعجم بذلك , ثم يقول بعد ذلك : (صُفيّة) التي بنجد لهذيل !!! لو كان يعلم الأخ صالح أين موقع (صُفيّة) لما قال ذلك .
فجبل (صُفيّة) الذي في بلاد بني أسد اسمه الآن جبل (الدوسري) بين أبانات وسواج , راجع كلام الشيخ محمد العبودي «معجم بلاد القصيم» (3/962)
قال الشاعر العامي :
يا طيري اللي ماكره بالطويلة
الدوسري اللي بين ابانات وسواج
وسأنقل كلام ياقوت كاملا حتى تزول الوحشة عن (صُفيّة) :
قال ياقوت الحموي (المتوفى: 626هـ) في «معجم البلدان» : «صُفَيّةُ : بضم أوّله، وفتح ثانيه، والياء مشددة، بلفظ تصغير صافية مرخّما:
1- ماء لبني أسد عندها هضبة يقال لها هضبة صفيّة وحزيز يقال له حزيز صفية، قال ذلك الأصمعي ،
وقال أبو ذؤيب:
أمن آل ليلى بالضّجوع وأهلنا ... بنعف اللّوى أو بالصّفيّة عير
2-قال الأخفش: الضجوع موضع، والنّعف ما ارتفع من مسيل الوادي وانخفض من الجبل، يقول: أمن آل ليلى عير مرّت بهذا الموضع، قال أبو زياد:
3- وصفيّة ماء للضباب بالحمى حمى ضرية،
4-وقال أيضا: صفيّة ماء لغني،
5-قال الأصمعي: ومن مياه بني جعفر الصّفيّة». انتهى كلام ياقوت
هذه خمسة أماكن تشترك في اسم (صُفيّة) كلها في نجد إلا وادي(صُفيّة) الذي في تهامة , والذي لا يعرفه صالح , وهو معروف :
قال البلادي في المعجم في مادة صفية : «صفية تصغير صفاة , شعبة تصب في وادي الفوارة ,إحدى شعبتي ضرعاء من ضفته الشرقية , وضرعاء من ضراء مرّ الشرقية» .
قال البلادي في المعجم عن (ضرعاء) : «واد كبير يصب في وادي الزبارة من الشمال فوق مصب مرّ , ماؤها يجري سرباً على وجه الأرض , وأسفلها عين الزهيري وهي عين عليها زراعة سكانها بنو مسعود وبنو عمير من هذيل , ومر الوارد هنا أحد روافد مر الظهران» .
قلت : وهو غير (ضرعاء) القمة الطويلة المصمعدة بطرف رأس رهجان من الشرق أبرز القمم هناك , ترى من نعمان لا يكاد يصعدها أحد .
وقال محمد بن علي بن هلال الحتيرشي في مقال (من بلاد هذيل) في مجلة العرب (18/1090) : «صفية من أودية بني مسعود شمال مكة» .
وقال أيضاً في مقال (من بلاد هذيل) في مجلة العرب (20/566) : «صفيّة واد شمال مكة , بعد المضيق , يصب فيه واد حورة , فيه مزارع نخل ومقاري نحل , يسكنه بنو مسعود من هذيل» .
وقال : «الفوارة شمال مكة 75 كيلا تجتمع فيها سيول عدة أودية منها وادي صفية وقانة» .
(7) : قال صالح : «الضجوع ايضاً من ديار هذيل المجاورة (لبنو) سليم بنجد وقال البكري بلاد هذيل وسليم ولم ترد الضجوع في غير نجد» ,
قلتُ : هذا الكلام غير صحيح .
أمّا (الضجوع) التي في بلاد هذيل وبني سليم فقد ذكر عاتق البلادي في معجمه (1030/5) بعد أن ذكر كلام ياقوت , وكلام البكري , وبيت أبي ذؤيب , فقال إنه يُعرف اليوم بـاسم (الجضوع) , ثم قال في معجمه (358/2) : الجضوع (الضجوع) مجموعة شعاب تجتمع ثم تدفع في (غُران) من الجنوب , غرب (المسماة) بحوالي (3) أكيال , تأخذ مياهها من جبل (وتن) بين (غُران) و (فيدة) .
(8) : قال : «وقال الأصمعي في الضجوع مواقع كلها بنجد ولعله موقع ذا حدود مع اكثر من قبيلة كماهو معروف بين بعض القبائل»
قلت : العجيب أن الصورة المرفقة لكلام الأصمعي ليس فيها هذا الحصر , فهذا الحصر هو من عند الأخ صالح ، أمّا الحدود فالأخ صالح مغرم برسم الحدود ، فبداية جعل الضجوع وصفية حدود هذيل مع سُليم ، ثم جعلها حدوداً مع بني أسد ، ثم جعلها حدوداً مع بني عامر من هوازن ، فهل هذا إلا عبث واستخفاف بعقول الناس ؟ .
وبهذه الحجج يتبيّن للقارئ الكريم أن كلام الأخ صالح غير صحيح جملة وتفصيلا , هدانا الله وإياه للحق وجنبنا الله وإياه اتباع الهوى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق