26‏/01‏/2018

الرد على بقيّة مغالطات صالح بن دخيل الله وعلى موضعي (عكوتين) و (بس)

   بسم الله الرحمن الرحيم



الردّ على بقيّة مغالطات صالح بن دخيل الله وعلى موضعي (بس) و(عكوتيين)



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيّد ولد آدم نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

هذه تتمة الردّ على مغالطات صالح بن دخيل الله , والكلام على (بسّ) و (عكوتين) وعلى توسع خارطة صالح بن دخيل الله من جهة اليمن .

قال صالح : «بعد أن إطلعت على ردوده وأدلته في هذا النقاش , وتحايله على القارئ وتطاوله المقيت وهذره الذي دام أكثر من أربعة أشهر :

ولو أني بليت بهاشمي

خوؤلته بنو عبد المداني

لهان علي ما ألقى ولكن

هلموا وانظروا بمن ابتلان»




قلت : أولاً : لماذا هذا الزهو والانتفاش , مع كلّ هذا الفقر -المعنوي- والحال المتردي , لا يوجد سبب واحد يجعله يتكلم من هذا الارتفاع , بل بالعكس , فتبختر صالح بن دخيل الله هنا , يذكرني بما رواه البخاري في الصحيح عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم ....» ثم ذكر منهم «عائل مستكبر» فالعائل ليس لديه شيء أو سبب يتكبر به على الناس , فكذلك صالح ليس لديه سبب لهذه اللغة , فليرفق بنفسه .



ثانياً : ترديده الدائم لعبارة «تحايله على القارئ» , هل يظن جميع القراء أطفال أو سذّج ؟!! , وهل يظن أنّ جميعهم عوام ؟!! , أو يظنهم من هؤلاء البسطاء الذين يدغدغ مشاعرهم , اليوم مع هذه البرامج وطرق البحث الحديثة والمتعددة يستطيع الشخص المبتدئ أن يعرف حقيقة كلامه , فلا يستطيع أن يروّج تلك الأكاذيب التي كان يروجها في المنتديات . 



ثالثاً : قال صالح : «وتطاوله المقيت» , قلت : لم أتطاول على قبيلته العزيزة ولا عائلته الكريمة , أمّا الكلام فيه , فإني حريص أن يكون بميزان الشرع , ومكيال الأدب , أمّا السب والشتم فإني لست من أهله , وإن كان كلٌ يستطيعه , فإنه مطيّة العاجز الذي أفلس من الحجج والأدلة , وصالح يعرف أصحاب السباب وأهله جيداً.



رابعاً : قال صالح : «وهذره الذي دام أكثر من أربعة أشهر» , قلت : كلام صالح هذا إذا قارنته بالأكاذيب الأخرى يعتبر كلامه هذا كُذيبة صغيرة , فإن بين أول ردّ على صالح وآخر ردّ عليه شهرين تقريباً , فدع عنك التحجج بالوقت , سواء طال الوقت أو قصر لا يصح إلا الصحيح , ولم يطلب منك أحد أن تنتظر ولا ترد , وليس هناك جدول زمني للردود , فابحث لك عن عذر آخر .



قال صالح بن دخيل الله : «إن هذا البيت الأخير الذي تهرب حمود عن إيراده هو البيت الذي يبيّن المقصود ويكشف عوار شروحاته» .



قلت : قال صالح ذلك بعد هذه الأبيات :

هم جلبوا الخيل من ألومة أو...من بطن عمق كأنها البجد 

فأرسلوهن يهتلكن بهم ... شطر سوام كأنها العجد 

كأنهم بين عكوتين إلى ... أكناف بس مجلجل برد 

ذلك بزي فلن أفرطه...أخاف أن ينجزوا الذي وعدوا 



أولاً : هذا التهويل الذي ذكره صالح بن دخيل الله ويذكره دائماً , لا يقوله صالح إلا إذا كان الدليل يخالف كلامه , كما مرّ معنا في (مجدل) و (الصفيّة) وغيرها , ولا يهوّل صالح أيضا مثل هذه التهاويل إلا عندما لا يكون عنده دليل أصلاً , كما في هذه المواقع , ولكنه زاد الطين بلّه , فأراد أن يكحّلها فأعماها , فعالج الزكام بالجذام , ونقل قبيلة هذيل كما سيأتي إلى (سردد) و(سهام) جنوب صنعاء في دولة اليمن الشقيقة حتى يثبت أن (عكوتين) التي بجوار جيزان من منازل هذيل , وسأبين بالأدلة خطأ هذه المجازفات , في البداية سأذكر إشكلات هذه الأبيات ثم أبيّن خطأ الاستدلال بها .



ثانياً : لماذا أتهرّب ؟ بل بالعكس الصحيح إن هذا البيت هو الذي يكشف عوار استدلالك , لذا تريد أن تجعل له بهذا التهويل حصانه , وهذه أبيات صخر الغي السابقة واللاحقة :



هذه الرواية التي ذكرها السكري , قال الشاعر :

فهو حسام تتر ضربته ... ساق المذكي فعظمها قصد 

وسمحة من قسي زارة صفـ...ـراء هتوف عدادها غرد 

كأن إرنانها إذا ردمت ... هزم بغاة في إثر ما فقدوا 

(هم جلبوا الخيل من ألومة أو...من بطن عمق كأنها البجد)

(فأرسلوهن يهتلكن بهم ... شطر سوام كأنها العجد)

(كأنهم بين عكوتين إلى ... أكناف بس مجلجل برد)

ذلك بزي فلن أفرطه...أخاف أن ينجزوا الذي وعدوا 



وهذه رواية الديوان وهي رواية الأصمعي ، ليست فيها هذه الأبيات :



فهو حسام تتر ضربته ... ساق المذكي فعظمها قصد 

وسمحة من قسي زارة صفـ...ـراء هتوف عدادها غرد 

كأن إرنانها إذا ردمت ... هزم بغاة في إثر ما فقدوا 

ذلك بزي فلن أفرطه...أخاف أن ينجزوا الذي وعدوا 





وكنت أظن صالح يفهم كلام العرب وشعر العرب كما يدّعي , وبيّنت له بعض إشكالات هذه الأبيات الثلاثة من القصيدة , وأنها تخالف سياق القصيدة ومعناها , فانتقى من هذه الاشكالات ما يحلو له وردّ عليه , ومن هذه الإشكلات :



1- لم يرو هذه الأبيات الأصمعي ولا أصحاب الأصمعي .



2- الشاعر في هذه الأبيات يذكر سلاحه (سيفه) و (قوسه) ويصفها ويصف فعلها , ثم قال بعد أن وصفها : «ذلك بزي» أي هذا سلاحي , فهذه الأبيات الثلاثة دخلت بين وصفه لسلاحه واسم الإشارة .

                                      

3- هذا البيت الذي يقول صالح إنه كاشف العوار , هو قول الشاعر :



ذلك بزي فلن أفرّطه...أخاف أن ينجزوا الذي وعدوا 



قلت : يقول الشاعر : هذا سلاحي درعي وسيفي وقوسي فلن أقدّمه , أخاف إن قدمّته أن ينجزوا وعيدهم بالقتل , أمّا صالح فبخيالة الواسع جعل قوله : «ذلك بزي» هي الخيل المتصلة من جيزان إلى بس بقرب الطائف , فهؤلاء هم سلاحه .
قلت : وهذا الكلام لا يصح أبداً , كيف يخاف الشاعر أن يقدّم قومه لحرب بني خناعة وهم أتوا لنصرته ؟!! -كما يقول صالح- , وكيف يخبر الشاعر أنه إذا قدّم قومه لحربهم سينجز بنو خناعة وعيدهم بقتله ؟!! هذا لا يقوله عربي .



ثالثاً : إذا كان الشاعر جلب الخيل من آخر بلاده كما يقول صالح , فهل (ألومة) و (عمق) حدّه بلاد الشاعر الشمالي أم الجنوبي ؟ لا يستطيع صالح بن دخيل الله أن يجيب على هذا السؤال وإلا حطم كلامه السابق كله , بمعنى : إن كان قوم الشاعر بالقرب من مكة وحدّه الجنوبي (ألومة) و (عمق) فلماذا يرسلهم بإتجاه الجنوب إلى (عكوتين) بالقرب من جيزان وهدفهم في الشمال ؟ وإذا كان قوم الشاعر بالقرب من جيزان وحدّه الشمالي (ألومة) و (عمق) فلماذا يرسلهم بإتجاه الشمال إلى (بسّ) بالقرب من الطائف ؟ وإذا كان بنو خناعة أخصام الشاعر بالقرب من مكة فلماذا تذهب الخيل من (ألومة) و (عمق) إلى (عكوتين) و (بسّ) ؟ , وإذا كان بنو خناعة أخصام الشاعر بالقرب (عكوتين) وجيزان فلماذا تذهب الخيل من (ألومة) و (عمق) إلى الطائف و (بسّ) ؟ وإذا كان بنو خناعة أخصام الشاعر بالقرب من الطائف و (بسّ) فلماذا تذهب الخيل من (ألومة) و (عمق) إلى (عكوتين) وجيزان ؟ ,وسأبيّن خطأ هذا التصوّر كلّه بإذن الله ، حيث أن صخر الغيّ حدّد مكانه ومكان خصمه كما سيأتي .



رابعاً : أن البكري في معجمه كما بيّنته سابقا قد جعلها في باب (بسر) وليس (بسّ) كما يتمنى صالح , بل ذكر أن (بسر) بلد معروف , فقال : «بسر على لفظ البسر من التمر؛ قال المفجّع: وهو بلد معروف» وذكر بيت الشاعر على النحو التالي :

كأنهم بين عكوتين إلى ... أكناف (بسر) مجلجل برد 



قال صالح :«فأقول والله أعلم : إن حمود قبل إيراده لأبيات صخر الغي , ذكر أنها منسوبة له ! وهذا كذب صريح على السكري وعلى الجمحي وابن الأعرابي , فقد ذكرها السكري في كتابه برواية الجمحي وابن الأعرابي , ولم يذكر أنه تبرأ منها كما يفتري عليه بل قال السكري في كتابه شرح أشعار الهذليين (لم يرو هذا البيت والبيتين بعده الأصمعي ورواهما الجمحي وابن الأعرابي فقط) فمن أين جاء بهذا الإفتراء ؟!!»





قلت : هذا الجاهل يناقض نفسه دون أن يشعر , مع كذبه الذي لا يدعه أبداً .

 أولاً : لم تأت بجديد بخصوص رواية ابن الأعرابى والجمحى , أنا من أخبرك بتفردهما بهذه الأبيات في أول النقاش.

 ثانياً : ما هو الكذب الصريح في قولي إنها منسوبة لصخر الغي ؟ إذا منسوبة لمن ؟! , أظنك لا تعرف الفرق بين المنسوب والمنحول .

ثالثاً : قولك «وهذا كذب صريح على السكري وعلى الجمحي وابن الأعرابي» ماهو الكذب الصريح ؟! وماذا نسبت للجمحي وابن الأعرابي ؟ دعك من هذه التهاويل التي تتجمل بها أمام البسطاء والعوام , انقل كلامي بحروفه .

 رابعاً : قوله : «ولم يذكر أنه تبرأ منها كما يفتري عليه بل قال السكري في كتابه شرح أشعار الهذليين (لم يرو هذا البيت والبيتين بعده الأصمعي ورواهما الجمحي وابن الأعرابي فقط) فمن أين جاء بهذا الإفتراء؟!!» .
 قلت : كما يقول العامة : ما طاحت بس انبطحت , الله المستعان لم أرَ أشق من محاورة الجاهل الذي تشرح له كل كلمه , يقول العلماء : من أسند فقد برئ , أي من بيّن روايته فقد برئ من عهدتها , ثم إنك لم تنقل كلامي بحرفه إليك كلامي : «تبرأ من عهدتها السكري الشارح ونبّه أنها ليست من الرواية المعروفة ، فنبه على هذه الأبيات الثلاثة دون غيرها» هذا نص كلامي , أين الكذب هنا يا أبا الجهل ؟ .



قال صالح : «إن من قرأ القصة ونظر إلى شرح الأبيات كاملة في كتاب السكري تبيّن له المعنى جليّاً بأن صخر الغي يستصرخ قومه (بنو) تميم بن سعد بن هذيل على (بنو) خناعة بن سعد بن هذيل الذين يتوعدون بقتله وأنه يذكر ديار قومه ويشبههم بالسحابة الواحدة المجلجلة من قرب عكوتين إلى أكناف بس وأنه ذو سلاح وعدد وعدة , فالحقيقة أن من كان لديه أقل معرفة أو شيئاً من الاطلاع يعرف أن منازل هذيل تمتد إلى تلك الديار»



قلت : أولاً : من يقرأ كلام صالح هذا يظنه صادقاً , أو يظنه عارفاً بمنازل هذيل , والصحيح أنه من أجهل الناس بأشعار هذيل ومنازلهم , فلو قرأ ثلاث صفحات من شعر صخر الغي لأغلق فمه عن هذه الجهلات , فقد بيّن صخر الغي مكانه ومكان خصومه .


ثانياً : مناسبة القصيدة قال السكري : عمد صخر الغي إلى جار لبني خناعة بن سعد بن هذيل، ثم لبني الرمداء من بني خناعة، فقتله، وهو رجل من مزينة وكان المُزَنيّ جاور آل المثلم، فحرض أبو المثلم قومه عليه، وأمرهم أن يطلبوا بدمه، فبلغ ذلك صخرًا، فقال يذكر أبا المثلم ... ثم ذكر القصيدة الدالية السابقة .



قلت : بسبب هذه الحادثة نشأت عدة قصائد ونقائض بين صخر الغي وخصومه وعلى رأسهم أبو المثلَّم من بني خناعة , ومنها هذه الثائية , التي حدّد فيها صخر الغي مكانه وأنه في (نمار) , والميميّة التي حدّد فيها مكان أبي المثلّم وأنه في (الحلاءة) وكلها بالقرب من مكة ، فقال في الثائيّة :



كما في شرح ديوان الهذليين  (1/262) :



سمعتُ وقد هبَطْنا مِن (نُمارٍ) ... دعاءَ أبى المثلَّم يستغيثُ

يُحرِّض قومَه كي يقتلونى ... على المُزَنيِّ إِذ كَثُر الوُعوثُ




قلت و(نمار) جبل كبير في وادي دفاق , قال محمد بن علي بن هلال الحتيرشي الهذلي : «(نمار) جبل كبير في وادي دفاق , يسكنه القرح من هذيل» . مجلة العرب (20/571)



قال ياقوت (المتوفى: 626هـ) في معجم البلدان : «نُمَارٌ : بالضم، يجوز أن يكون من الماء النمير وهو العذب، أو من النّمر وهو بياض وسواد أو حمرة وبياض: وهو جبل في بلاد هذيل، قال البريق الهذلي يخاطب تأبّط شرّا:


رميت بثابت من ذي (نمار) ... وأردف صاحبين له سواه


وفيه قتل تأبط شرّا فقالت أمّه ترثيه:


فتى فهم جميعا غادروه ... مقيما بالحريضة من (نمار)



قال عاتق البلادي (309) من معالم مكة : «نُمار: بضم النون، وفتح الميم المخففة وآخره راء ، شعبتان بينهما ريع، تصب إحداهما شمالاً في دُفَاق ثم في مَلْكان، وتصب الأخرى في الحَوِيّة ثم في يَلَمْلم، والريع الذي يفصل بينهما يسمى (نُمَاراً) وهما من ديار هذيل، قديماً وحديثاً وفي نمار هذا قيل: قُتِل تأبَّط شَرّاً الفارس الفهمي الشهير، وقيل: قُتل في الحريضة إحدى فروع نمار وتقدم معنا في (رَخمان) أنه قُتل هناك، وكل من رَخمْان ونمار والحُرَيضَة أمكن متجاورة»



قلت : ثم في حدد مكان خصومه من بني خناعة قال صخر الغي في قصيدته الميمية يحدّد فيها مكان أبي المثلَّم



قال صخر الغي :

إِذا هو أمسَى بـ(الحلاءة) شاتيًا ... تقشِّر أعلى أنفِه أمُّ مِرْزَمِ



فردّ عليه أبو المثلم فقال :


أعيّرتنى قُرَّ (الِحَلاءةِ) شاتيًا ... وأنت بأرضٍ قُرُّها غير مُنجِمِ



قال البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ) في «معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع» :«الحلاءة :بكسر أوّله والمدّ، على وزن فعالة: موضع بالسّراة، قال صخر الغىّ:

كأنّى أراه بالحلاءة شاتيا ... تقشّر أعلى أنفه أمّ مرزم» انتهى كلامه

                                    

قلت : وبهذا يتبيّن أن تحديد صالح ورسوماته وخيالاته لا وجود لها ولا أساس لها , وبهذه الحجج تنتهي كل مهاتراته التي لم يُسبق إليها , ولكن سأنقل بقيّة كلامه حتى يتبيّن أمره , وأذكر بعض اللوازم التي تلزمه .



قال صالح : «وقد وردت (البرك وسردد وسهام وذو يدوم) القريبة من جيزان كثيرا في أشعارهم»



قلت : في هذا السطر خلط صالح بين الشامي والمغربي , والسبب أنه لا يعرف أين هذه الأماكن , فسردد وسهام هما واديان جهة صنعاء في دولة اليمن الشقيقة , فوادي (سهام) وتقع منابعه في وادي آنس جنوب صنعاء، ويصب في البحر الأحمر جنوب الحديدة , ووادي (سُرْدُد) هو الوادي المعروف باسمه إِلى اليوم، ويعد من أودية تهامة الشهيرة، وهو يقع بين واديي سِهَام- إِلى جنوبه- ومَوْر- إِلى شماله , ويصب في البحر الأحمر قرب الحديدة . سأرفق خرائط تحدد مكانها  مرفق رقم (1).





?



ولعلّ الذي حمله على هذه القفزة الجاهلة هو قول أمية بن أبي عائذ : 

تصيّفتُ نعمان واصيفتْ ... جنوب سهام إلى سردد


وهذا غفلة واضحة فإن الشاعر ينصّ أنه تصيّف في بلاده في نعمان وأن حبيبته في جنوب اليمن , فأمية بن أبي عائذ من شعراء العصر الأموي , ما فعله صالح بن دخيل الله هنا بهذه النصوص ليس فيه شيء من العلم ولا من العقل ولا من الأدب بل ولا من الحياء ؟ فبمجرد أنه فهم خطأ نقل قبيلة هذيل من الحجاز إلى اليمن جنوب الحديدة , وقوله : (وردت في أشعارهم كثيرا)ً , يؤكد ما أقوله دائماً عن جهل صالح بأشعار هذيل فليذكر من هؤلاء الكثيرون ؟ وأين ذُكرت (سُرْدُد) و (سهام) في غير بيت أمية بن أبي عائذ ؟ , أمّا قوله (القريبة من جيزان) فهذا غير صحيح أيضاً , فبين سردد وسهام وبين (عكوتين) 300 كيلو متر تقريباً , ثم هي من منازل قبيلتي عك والأشعر في الجاهلية والإسلام .


قال البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ) في «معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع» : «فما انحدر إلى البحر فهو سهام وسردد وزبيد ورمع، وهى أرض (عكّ) ، وهو واد عظيم قال أبو دهبل الجمحىّ , هكذا قال، وإنّما هو للأحوص لا شكّ فيه :

   

سقى الله جازانا ومن حلّ وليه ... وكلّ مسيل من سهام وسردد

ويروى سقى الله جازينا ».


ثم قال صالح : «(وذي يدوم) قال عنه ياقوت الحموي باليمن من أعمال مخلاف سنحان قرية معروفة , قلت وهي الآن تقع في الجهات المطلة على جيزان من جهة الشرق»



قلت : وهذا من تخرصاته وجرأته على التقوّل بلا علم , فـ(ذي يَدومِ) ليس بالقرب من اليمن ياصالح , قال كثيّر عزّة: 


عرفت الدّار قد أقوت بريم ... إلى لأي فمدفع ذي يدوم



فهي من ديار كنانة قوم عزّة بنت جميل الكنانية التي يشبب بها كثيّر دائما , قال أبو محمد الحسن الهمداني (المتوفى: 334هـ) في «صفة جزيرة العرب» (91) بعد أن ذكر المنازل الحجازية قال : «وذو يدوم في ديار كنانة» 

قال عاتق البلادي في «معجم الحجاز» (1853) : «يدوم على الفعل المضارع من دام يدوم , واد من روافد القاحة يأتي من الغرب من جبال صبح «ثافل الأكبر» يصب فوق أم البرك على خمس مراحل من المدينة على طريق مكة , وقال ياقوت : واد في قول أبي جندب أخي أبي خراش :

أَقول لأُمِّ زِنْباعٍ أَقِيمي ... صُدورَ العِيسِ شطرَ بني تميم
وغَرَّبْتُ الدّعَاءَ وأَيْنَ منِّي ... أُناسٌ بين (مرَّ) و(ذي يَدومِ) 

وقال البكري : جبل في بلاد مزينة , قال الراعي :

وفي يدوم إذ اغبرت مناكبه ... وذروة الكور من مروان معتزل


قلت [القائل عاتق] : والكور المعروف من جبال رنية في ديار سبيع , فربما هناك يدوم أيضا , أمّا قول ياقوت -وقد تركناه- إن ذا يدوم باليمن في مخلاف سنحان , فهو غير هذا , ولم يرده الهذلي لبعده عن ديار هذيل , وديار سنحان اليوم بين نجران وأبها وما سمعت عن يدوم هناك , ولكن قريب منها (يدمة)» انتهى كلام عاتق رحمه الله , هذا كلام أهل العلم البعيد عن التخرصات والظنون .



أيضاً يقال لصالح بن دخيل الله من ذكر من أهل العلم أن (عكوتين) و (بسّ) من منازل هذيل ؟ لم يذكرها أحد قبله , بل ذكروها لقبائل أخرى , فـ(بسّ) عدّة مواضع أمّا الذي قرب عشيرة وهو (بسّ) الذي يريده صالح فهو من ديار بني جشم ونصر ابني معاوية بن بكر بن هوازن :



1- قال لغدة الأصفهاني في «بلاد العرب» (12) : «قال الأصمعي : (بسّ) و (بسيان) و (رهوة) في أرض بني جشم ونصر ابني معاوية بن بكر بن هوازن , ولبني نصر من الجبال (الجمد) و (بسّ) , وقال فيه رجل من بني سعد بن بكر:

أبت صحف الغرقيّ أن تقرب اللّوى ... وأجراع (بسّ) وهي عمّ خصيبها
أرى إبلي، بعد اشتمات ورتعة، ... ترجّع سجعا، آخر الليل، نيبها
وان تهبطي من أرض نصر لغائط، ... لها بهرة بيضاء ريّا قليبها
وان تسمعي صوت المكاكيّ بالضّحى ... بغيناء من نجد، يساميك طيبها»



2- قال الزمخشري (المتوفى: 538 هـ) في كتاب «الجبال والأمكنة والمياه» : قال «بس: جبل بنجد لبني نصر. قال عاهان:

بنون وهجمة كأشاء (بس) ... صفايا كثة الاوبار كوم 

بسيان: جبل في ارض جشم بنجد»



3- قال ياقوت الحموي (المتوفى: 626هـ) في «معجم البلدان» : «بُسٌّ : بالضم، والتشديد: 



1-جبل في بلاد محارب بن خصفة، 

2-وقيل بسّ: ماء لغطفان، 

3-وقيل بسّ: موضع في أرض بني جشم ونصر ابني معاوية بن بكر.

4-وبسّ أيضا: بيت بنته غطفان مضاهاة للكعبة، وقيل اسمه بساء، 

5-وقيل: بسّ جبل قريب من ذات عرق، 

6-قال الغوري: بسّ موضع كثير النخل، وأنشد للعاهان:

بنون وهجمة كأشاء بسّ ... صفايا كثّة الأوبار كوم



7-وقيل: بسّ أرض لبني نصر بن معاوية، 

وقال فيها رجل من بني سعد بن بكر:

                                      

أبت صحف الغرقيّ أن تقرب اللّوى ... وأجراع بسّ، وهي عمّ خصيبها
أرى إبلي، بعد اشتمات ورتعة، ... ترجّع سجعا، آخر الليل، نيبها
وان تهبطي من أرض نصر لغائط، ... لها بهرة بيضاء ريّا قليبها
وان تسمعي صوت المكاكيّ بالضّحى ... بغيناء من نجد، يساميك طيبها



الغرقي: رجل كان على الصدقات. والاشتمات: أول السّمن، وإبل مشتمتة إذا كانت كذلك , والبهرة: مكان في الوادي دمث ليس بجرل أي ليس فيه حجارة ولا دمث. والغيناء: الروضة الملتفّة ، وقال الحصين بن الحمام المرّي في ذلك :

فإنّ دياركم بجنوب بسّ ... إلى ثقف إلى ذات العظوم» . انتهى كلام ياقوت .


وعكوتان لم يقل أحد يوما إنها لهذيل إلا صالح , قال ياقوت : «عُكْوَتان : بضم أوله، وسكون ثانيه، بلفظ تثنية عكوة، وهو أصل الذّنب، وقد تفتح عينه، والعكوة واحدة العكي، وهو الغزل يخرج من المغزل: وهو اسم جبلين منيعين مشرفين على زبيد باليمن، من أحدهما عمارة بن أبي الحسن اليمني الشاعر من موضع فيه يقال له الزرائب، وقال الراجز الحاجّ يخاطب عينه إذ نفر:

إذا رأيت جبلي عكّاد ... وعكوتين من مكان باد

فأبشري يا عين بالرّقاد


وجبلا عكاد: فوق مدينة الزرائب وأهلها باقون على اللغة العربية من الجاهلية إلى اليوم لم تتغير لغتهم بحكم أنهم لم يختلطوا بغيرهم من الحاضرة في مناكحة، وهم أهل قرار لا يظعنون عنه ولا يخرجون منه» .ا.هـ



قلت : ليس مجرد ذكر الشاعر لموضع يكون هذا الموضع لقبيلة الشاعر , هذا جرير والفرزدق والراعي وذو الرمّة والأخطل , ذكروا آلاف المواضع في جميع أنحاء بلاد العرب , لم يأت عاقل من قبائل هؤلاء الشعراء ويدّعي دعاوى صالح بن دخيل الله , فعلى صالح أن يتبع قاعدته هذه ويدّعي جميع المواضع التي وردت في بقية الأشعار ولا ينتقي , مثلا قصيدة صخر الغي عند صالح نص في إثبات منازل هذيل , فعليه أن يوسّع الخارطة لتشمل الشام , فقد قال صخر الغي في نفس القصيدة 





مآبُه الرُّومُ أو تَنوخُ أو الـ ... ـآطامُ من صَوَّرانَ أو زَبَدُ

قال السكري في الشرح (1/255) : «مآبُه منزله حيث الرُّومُ , أو تَنوخَ، وهم حاضُرو حَلَب , وصَوَّران دون دابِق , وزَبَد قبل حِمص , والآطام بيوت» .

كذلك أبو ذؤيب رحمه الله ذكر مواضع خارج الجزيرة العربية فليدّعيها صالح , كذلك أمية بن أبي عائذ ذكر جبل (المقطم) الذي بالقرب من القاهرة في مصر فليدّعيه صالح , لا شك أن هذا التقعيد والتأصيل فاسد .



قال صالح بن دخيل الله في تغريداته المتأخرة : «نعم، وهذه حقيقة، فقد سبق أن سألتك عن عدة أشياء فهربت!! وأقربها على سبيل المثال عن تحديد أقوال العلماء في كتاب لُغدة بشرح الجاسر»



قلت : هذا من أكاذيب صالح , وقوله «عدة أشياء» كذبة صلعاء , وقوله «فهربت» ممن ياصالح ؟!! ياصالح لو أنت أردت الهرب لن أسمح لك حتى أبيّن هذه الأكاذيب والمغالطات , فعلى قول العامة : «مقيمين وعلى ماء» وقد نقلت وبيّنت لك قول الجاسر ولكن ليس في استطاعتي أن أجعلك تفهم .



قال صالح : «فقد سألتك ماذا تعني ( : ) هذه الإشارة في شرح الجاسر لكتاب لغدة ( بلاد العرب ) فأن الجاسر قد رمز لكل قول عن صاحبه بعلامة»



قلت : هذه ليست فقط فضيحة علميّة , بل وفيها من الجرأة ما لم أره من قبل , فلما وجد كتاب لغدة «بلاد العرب» وأقوال الأصمعي , تصكه صك الجندل انقدحت في ذهنه هذه الجهالة , سأنقل لكم مثاله الذي ذكره , واحمدوا الله على العافية .





وهذا مثاله : قال لغدة في كتابه (223):



                          

فأسفل فلج لجعدة (1)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ    هذا خط الحاشية أسفل الكتاب , وما تحته من تعليق الجاسر

  (1):

جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر ....الخ





فصالح بن دخيل الله هنا يقول بما أن الشيخ حمد الجاسر رحمه الله لم يجعل الحاشية أسفل الخط  في سطر واحد , أي لم يجعلها بجوار رقم واحد :) ،  فهذا يدل أن هناك سرّ , فالمفترض عند صالح أن تكون بهذا الشكل

:

فأسفل فلج لجعدة (1)



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) : جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر ....الخ






ففي الشكل الأول جعل صالح هذه النقطتين (:) التي بجوار الرقم (1) أنها تعني أن هذا القول ليس قولاً لأحد !!!, وأنها هي السرّ الخفي الذي اكتشفه , وجعل هذا دليلا على أن هذه الأقوال مكذوبة , لأنها ليست في سطر واحد مثل الشكل الثاني , هل مرّ بك أخي القارئ مثل هذا الاستخفاف بعقول الناس ؟ بل زاد الطين بله فكذب كذبة قبيحة وقال إن هذا شرح حمد الجاسر , فالجاسر رحمه الله ينقل في الحواشي اختلاف نسخ الكتاب , وأحياناً يعلّق تصحيحاً أو توضيحاً , وهو برئ رحمه الله من افتراء صالح بن دخيل الله .



قال صالح : «فقد سألتك عن هذا القول لمن ؟؟؟ الذي لم يرمز الجاسر فيه لقول أحد منهم !!! والذي أكتفى بالرمز له بعلامة الترقيم فقط، كما تقول»



قلت : من رأى كثرة علامات الاستفهام والتعجب , يظن الأمر جد خطير , ولكن من قرأ كلامه أدخله في باب الطُرف والنوادر .

ثم قال صالح : «أعلمك أنك تريد أن تنسب هذا القول للأصمعي! وصعبت عليك الحجة، ولاتستطيع ان تعترف أنها من أقوال الأعراب التي نقلها لغدة رحمه الله»


قلت : أقوال الأصمعي لا تغيّرها هذه الخيالات الفاسدة والأوهام المريضة , وقوله «وصعبت عليك الحجة» بل صعّبتها على نفسك وحملتها ما لا تحتمل , قوله : «أنها من أقوال الأعراب التي نقلها لغدة رحمه الله» , يظن صالح أن كلامه هذا من الحجج التي بسببها يردّ الكتاب , وهذا من جهله ، فإنه لا يعلم أن هذه من الحجج هي التي تعطي الكتاب قيمة , فنقل العالم عن الأعراب منقبة وليست مثلبة , وخصوصاً في ما يتعلق بمنازلهم وقبائلهم وعنها , فنجد التفصيل والوصف الصحيح للجبال والمياه وغيرها , فالأصمعي رحمه الله ومن قبله ومن بعده من العلماء نقلوا عن الأعراب , فهل تسقط كلامهم أيها العبقري , فالأصمعي رحمه الله لا يوحى إليه .



ثم قال صالح : «وتعلم أني قد سبق وأشرت إلى أن أكثر أقوال لغدة من الأعراب، بل وأكثرهم من قبيلة واحدة! كما أشار لذلك محققين الكتاب الجاسر والعلي» 

ثم قال : «فأليك مصدر لغدة في هذا النص أبو الازهر الجعدي من أحد الأعراب الذين نقل عنهم فهو لم ينقل هذا القول ولاكثير من اقواله عن الاصمعي!»

 ثم قال : «وحتى في بداية هذا القول لم يوافقه ياقوت الحموي الافي قولين [ أن الفلج قرية عظيمة ] و [ وابيات الشاعر الجعدي ] فقط» 

ثم قال : «وللملاحظة: لم أورد هذه الخبر لأُنفي أنها لجعدة أوأُثبت أنها لغيرهم، فما لهذا تطرقت، ولكن لأبين لك أمثلة على مصادر لغدة رحمه الله» 



قلت : نقلت كلامه كلّه هنا لكي يعلم الناس اليوم أو من يأتي بعدنا , قدر جهل هذا الرجل , قوله : «وأكثرهم من قبيلة واحدة» , قلت : هذا كذب وجهل , أمّا الكذب فإن لغدة روى عن رواة من قبائل شتى , فقد نقل عن التميمي والفزاري والأسدي والغنوي والعقيلي والثقفي وغيرهم وفي الغالب عن رواة من القبائل التي يذكر مواطنها ومياهها , أمّا الجهل: فما القادح في نقل العلماء لأقوال الأعراب عن مواطنهم ومياههم , فقد نقل ياقوت عن أبي زياد الكلابي أكثر من 100 موضع لهوازن , منها 64 موضعاً لقومه بني كلاب وحدهم , و17 موضعاً لنمير , و13 موضعاً لعقيل و7 مواضع لقشير , فهل تستطيع أن تفتح فمك وتتفوه بأمانيك الفاسدة ؟!!



ثم ضرب صالح بن دخيل الله مثالا ونقل خبراً عن أبي الزهراء الجعدي يتكلّم عن (الفلج) وأنها قرية عظيمة لبني جعدة , ولا تعرف ماذا يريد صالح بهذا المثال , فلم يردّ كلام الراوي ولم ينتقد الخبر , بل قال : «لم أورد هذه الخبر لأُنفي أنها لجعدة أوأُثبت أنها لغيرهم» , ثم أردفها بجهالة أخرى وقال : «لكن لأبين لك أمثلة على مصادر لغدة رحمه الله» حقيقة تعّبت نفسك , وشكراً على هذه المعلومة , ليس أمامك إلا أحد أمرين , إمّا أن تكذّب مصادر لغدة وإمّا أن تتهم لغدة بالسذاجة والغفلة , وبينك وبين هذين الأمرين خرط القتاد , قال ياقوت الحموي الذي جعلته حكماً على لغدة في معجم الأدباء عن لغدة الأصفهاني (8/130) :
كان رئيساً في اللغة والعلم والشعر والنحو , حفظ في صغره كتب أبي زيد وأبي عبيدة والأصمعي , ثم تتبع ما فيها , ثم امتحن بها الأعراب الوافدين إلى أصفهان ...الخ , في ترجمة حافلة لهذا العالم العلم يبيّن فيها مؤلفاته وشيوخه وفضله رحمه الله , فليتك تعرف قدر نفسك وتشغلها بالطاعة


ومما سبق يتبين للجميع منهج صالح وأنه رجل عامي يسوقه الهوى ويقوده الجهل , فتعلم كذبه في دعواه وكلامه عن الأسس والمعايير وكلام أهل الاختصاص , لا يتكلم عن الاختصاص من لا يعرف الأبجديات , إنما هي شعارات وكما ذكرت سابقاً , هذه الشعارات عند صالح مصنوعة من تمر إذا احتاجها أكلها في أي وقت , فمن شعارته تقدير كلام أهل العلم , ثم يتوجه إلى أجلّ كتاب عند أهل الاختصاص , كتاب لغدة الأصفهاني «بلاد العرب» ثم ينعق بأن فيه طوام , بلا أي حجة ولادليل , ثم يعجز عجزاً واضحاً أن يظهر هذه الطوام , ومن شعارته الغضب لأجل قريش ولجل الأزد وصراخه أين منازلها ؟, ولكن عندما احتاجها رمى بهذه الشعارات , وابتلع منازل قريش وغيرها ، هل هو غبي أم يظن الناس أغبياء ؟ إليكم منازل القبائل التي في (تهامة) وأدّعاها صالح بالكذب لقبائل هذيل , وهذيل غنيّة بمنازلها وتاريخها عن أكاذيب صالح ، وقبل أن يخلق الله صالح  . 

منازل الأشعر

منازل عك

منازل مذحج (العكوة)

منازل الأزد

منازل كنانة ومنها (قريش)

منازل خزاعة



أمّا توسع صالح خارج تهامة فإنه قد أكل التمر والنوى , بل دليل ولا حجة ولا معرفة بل ولا تصوّر صحيح .

منازل خثعم 

منازل نهد

منازل هوازن

منازل بجيلة

منازل جديلة

منازل سليم 

منازل مزينة

منازل الأنصار

منازل باهلة

منازل غني

منازل غطفان

منازل أسد

منازل طي

وسوف أرفق صور الخرائط التي توضح ذلك .مرفق رقم (2)






?



وللكلام بقيّة ... يليه الردّ على مغالطات صالح بن دخيل الله عن موضع (خنثل)

الرد على مغالطات صالح بن دخيل الله في مقدمته

                                    بسم الله الرحمن الرحيم





الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله , رأيت مداخلة لصالح بن دخيل الله قبل عدّة أيام , يقول إنها مقدمة للرد عليّ , ثم ترك الموضوع واشتغل بعريان وقمران , حتى يمطط الوقت , ثم أتبعها بمداخلة أخرى , ولكن ردّي على صالح بن دخيل الله لن ينتظر إلى أن ينتهي من كذبه وزيفه في أزمان متباعدة كما يريد , بل سيكون الردّ عليه متتابعاً بحسب الاستطاعة , حتى يتمكن المتابع من الربط بين الموضوع والردّ عليه .



لقد كان صالح في حالة من الاستبسال والاستنزاف , فلم يدع شاردة ولا واردة إلا وأتى بها , وهذا كله بلا علم ولا معرفة ولا تمييز , فيأتي بالقول ونقيضه , وبالقول ويخالفه , ويحشد أسماء لا يدري أين هي من أرض الله , وما هذا الحشد إلا من باب التكثر بالباطل , وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ، أمّا اليوم فإنه في هذه المداخلات أطلق الكلام على عواهنه كعادته ولم ينقل أو يذكر حرفاً من نصّ كلامي , لكي يتمكن التدليس والكذب كعادته , إلا في الفقرة التاسعة فقد نقل كلامي وسوف أردّ عليه بالتفصيل عند الرد على الفقرة التاسعة , أمّا ما ذكره من كلامه على الأسس والمعايير وكلام أهل الاختصاص , فصالح بن دخيل الله رجل عامّي وهو آخر من يتكلم في هذا الشأن , وسوف أذكر شيئا من معرفته بكلام أهل الاختصاص ,



قال صالح : (الدليل في الرد على حمود الدغيلبي عن منازل هذيل) .

قلت : أولاً : كنت أعلم أنك لا تستطيع ولن تستطيع أن تردّ على أيّ أحد , حتى تزجّ بقبيلة هذيل في النقاش , وتجعل من دعاية وكذبة (دفاعك عن قبيلة هذيل) (قميص عثمان) , فيظن البسطاء والعوام أنك حامي حمى الديار , والأمر بخلاف ذلك بل نقيض ذلك , وسأبيّن ذلك في فصل يتكلّم عن ضرر جهالات صالح بن دخيل على تاريخ وأشعار وأدب ولغة هذيل .



ثانياً : من الأكاذيب المفضوحة أن ما تدّعيه من المنازل وهي ما بين (جيزان) إلى (نجران) إلى (تثليث) إلى (القصيم) إلى (حائل) , جعلتها تحت عنوان (الردّ عن منازل هذيل) , حتى تستر بها كذبك وتدغدغ بها مشاعر من لا يعرف شيئاً , بأنك تذبّ عن قبيلة هذيل , وقد تم الردّ عليها سابقاً موضعاً موضعا , وتبيّن للجميع كذبك , وليس في قلبي لقبيلة هذيل العزيزة إلا المحبّة والتقدير ,فالردّ ليس له علاقة بقبيلة هذيل , بل هو ردٌّ عليك أنت وتزييف لهذه الأكاذيب والتي تريد أن تصنع بها من نفسك بطلاً , بل هذه البلدان لو يدّعيها رجل من قريش لقريش لردّت عليه الناسُ وبيّنت كذبه مع تقديريهم ومحبتهم لقبيلة قريش .



الردّ على الفقرة (1) قال صالح بن دخيل الله : «يقوّلني ما لم أقل» ثم ذكر مثالاً بـ(عسيب) و(السي) و(العقيق) و(المليح) , دون أن ينقل حرفاً واحداً مما يدّعيه , واتحداه على ذلك , هذه ردودي على هذه المواضع موجودة في صفحتي في تويتر , من أراد أن يتأكد من كذب صالح وتلبيسه فليرجع لها , وجميع ما أنقله من أقوال صالح أجعله بين أقواس وأنقله بلفظه بل حتى بلحنه وخطأه , فعليه إن كان صادقا أن ينقل لفظ كلامي .



الردّ على الفقرة (2) قال صالح بن دخيل الله : «إتهامه السافر لي بالكذب وبالتدليس» أصلحك الله أنا لا أتهمك بالكذب والتدليس بل قد ثبت لدي ذلك فأنا أصفك بالكذب والتدليس صراحة , ديانة لله ونصحاً للأمة , وهذا أمر مُسقط للعدالة شرعاً , هناك فرق -أصلحك الله- بين المتهم بالكذب وبين الكذاب , ومن أراد التأكد من كذب صالح , فليرجع إلى الردود السابقة تحت عنوان «هنا تجد جميع الردود على صالح بن دخيل الله , في الذب عن مواطن ومواقع السيرة وغيرها» , لم أشتمك بحرف واحد , فوصفك بما هو فيك بما يتعلّق بالعدالة جرحاً وتعديلا ليس شتماً , أمّا الردود على نقلك عن العلماء فعلى قسمين , (الأول) : تصحيفك وكذبك عليهم وهذا من سوء قراءة أو تحريف متعمّد , (الثاني) : تصحيف وقع للعلماء أو وهم وقد رددتُ عليه في موضعه , فنفيك ردّي عليهم ، إمّا أنك لم تقرأ الردود عليك , وهذا هو الظنك بك , أو أنك تكذب هنا , وهذا حبلٌ قصير فإن الردود موجودة .



                          



الردّ على الفقرة (3) : قال صالح : «مناقشته لي في ما لم أتطرق , وذلك بتحوير الكلام , ونقل الحوار عن المواقع التي نتحدث فيها إلى غيرها ومثل ذلك حديثه عن (عكاظ وجلدان وبس وحربة) وغيرها» .

قلت : هذه جميع المواقع التي رددت عليه فيها (العرج) و(شابة) و(لابية) و (لانية) و (قُرّان) و (أوطاس) و (العوير) و (الغوير) و (نبايع) و (السّيّ) و (تضارع) و (الوحاف) و (عماية) و (العقيق) (عقيق عُشيرة) و (الأُمَيْلح) و (الضجوع) و (صُفيّة) و (نَخِب) و (المِسْلح) و (حَرْبة) و (كراش) و (الركايا) و (المحاني) و (مجدل) و (عسيب) و (خنثل) , ليس فيها المواضع التي ذكرها إلا (حَرْبة) , أمّا ذكرها في ثنايا الردود فليس نقلاً للحوار , وقد نبهني لـ(بس) فلعلني أردّ عليه في دعواه فيه في موضوع مستقل , أمّا موضع (حَرْبة) فأين التحوير ؟!! بل هو ردّ واضح .



الردّ على الفقرة (4) : قال صالح : «تناقضه الواضح في الطرح , فتجده مرّة ينتقد الاستشهاد بأقوال العلماء غير أهل الاختصاص , كعلماء اللغة وغيرهم , ومرّة يستشهد بأقوالهم كنتقاده للاستشهاد بقول الأخفش في موقع نخب , واستشهاده بقول(أبو) منصور الأزهري من أهل اللغة» .

قلت : (أولاً) : هذا الذي أوردك المهالك , فإنك لا تميّز بين الخطأ والصواب , فتستشهد بما هبّ ودبّ , اعلم ياهذا , ليس كلّ سوداء تمرة , واعلم إنه لا يستشهد إلا بالصواب , أمّا الخطأ فحتى لو كان من أهل الاختصاص فهو مردود , (ثانياً) : ليس الردّ لقول الأخفش لأنه نحوي بل لأنه خطأ , وذكري له أنه نحوي هو اعتذار له ولكنك لا تعرف الفرق بين الخطأ والصواب , وقد اعتذر له قبلي العلاّمة حمد الجاسر رحمه الله , قال الأستاذ حمد الجاسر رحمه الله في «الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة» (ص881) : «ولم أرَ فيما اطلعت عليه من نصوص المتقدمين من قال أن نخباً من بلاد هذيل سوى ما نقل ياقوت عن الأخفش , والأخفش من علماء النحو , ويظهر أنه رأى الاسم ورد في شعر هذليّ فظنه من بلاد قومه , كما وقع لكثير من العلماء المتقدمين مثل هذا , في الكلام على تحديد كثير من المواضع , كالهمداني في صفة جزيرة العرب والبكري في معجم ما استعجم وغيرهما على أن البكري بعد أن أورد بيت أبي ذؤيب قال (هكذا الرواية بلا اختلاف فيها. فإن كان أراد هذا الموضع الذي هو معرفة ، كيف وصفه بنكرة ؟ وقد رأيته مضبوطا «من نخب النّجل» على الإضافة) انتهى فكأنه لم يتيقن بكون أبي ذؤيب أراد الموضع الذي هو أحد أودية الطائف» انتهى.





الردّ على الفقرة (5) : قال صالح : «إنكاره استشهادي بأقوال الشعراء في تحديد المواضع التي تخصّ قبيلتي , واستشهاده بأقوال الشعراء في تحديد مواضع قبيلته كما يقول , وهذا من المراوغة في المنهج العلمي» .



قلت : كما قيل : «قد حيل بين العير والنزوان» , يريد صالح هنا أن يجعل الموضوع موضوعاً قبليّاً وعصبيّة جاهلية , وأن يظهر نفسه في صورة فارس القبيلة , فهو يخترع هذه المواضيع ويدفع فيها بقوة ليكون الكلام  فيها على القبائل , لا ليدافع عن قبيلة هذيل , فقبيلة هذيل عزيزة منيعة قبل أن يخلق الله صالح , ولكن لكي يصنع من نفسه فارساً بالكذب والتدليس , فالأخ فارس التلفزيون وقع في عدّة أمور :





أولاً : لا يعرف الفرق بين الاستشهاد بالشعر وبين الاحتجاج به , فالاستشهاد أمر واسع , أمّا الاحتجاج به فليس على إطلاقه , بل غالب من زلّ في البلدانيات هو بسبب هذا , وصالح رجل عامّي يقمّش ولا يفتّش .





ثانياً : الإنكار إنما هو على كذبك وتلبيسك على الناس , فلو استشهدتَ بالشعر أو احتججت به على كبكب أو عروان أو غيرها من منازل هذيل المعروفة لم تجد من ينكر عليك , أما استشهادك واحتجاجك بالشعر على أن ما بين (جيزان) إلى (نجران) إلى (تثليث) إلى (القصيم) إلى (حائل) إلى (المحاني) إلى (المدينة) إلى (الطائف) أنه من منازل هذيل , فهذا لا يقوله عاقل , وكما قال الشاعر :



لي حيلة فيمن ينمّ ... وليس في الكذّاب حيله



أو كما قال الآخر :

لا يكذب المرء إلا من مهانته ... أو فعله السوء أو من قلة الأدب

لبعض جيفة كلب خير رائحة ... من كذبة المرء في جد وفي لعب



ثالثاً : تصويره بأنه موضوع قبلي , كذب أيضاً , بل الصحيح أن أكثر الردود هو ذب عن مواضع السيرة , وهذه الأماكن التي وردت وذُكرت في كتب السيرة والحديث :

(أوطاس) و (أورال) و (بس) و (ساية) و (تنضبة) و (عروى) و (العرج) و (العقيق) و (كراش) و (مجدل) و (متالع) و (وجرة) و (السيّ) و (نخب) و (تضارع)

وغيرها مما له ذكر في أشعار العرب وخصوصاً الصحابة .

وبهذا تعلم أن قوله : «ألم أقل لكم أنهم يتذرعون بالسيرة ؛ لأهدافهم الشخصية ؛ ويناقضون أنفسهم عندما تصدمهم بالحقيقة» وقوله : «ألم أقل أنهم يتخذون السيرة ذريعة لأهدافهم الخاصة! وإلا مالذي يُقحم السيرة في منازل هذيل التي قبل السيرة بمئات السنين» جهل عريض إن لم يكن كاذباً كعادته , أمّا قوله : «مالذي يُقحم السيرة في منازل هذيل التي قبل السيرة بمئات السنين» , فهذا هو المستوى الحقيقي لجهل صالح , ومستوى فهمه وتصوّره .



رابعاً : قال تعالى : «إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين» , وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : «واعلموا أن الأرض لله ورسوله» , فربما كانت الدار لقوم وأصبحت لآخرين , فمن سبقك ياصالح ؟ بأن «عكوتين» أو «بس» من منازل هذيل ؟ وسوف أفصّل في الردّ على مشاركتك الثانية ، وأبيات صخر الغي ، وأبيّن للناس أوهامك ومجازفاتك .





الردّ على الفقرة (6) : قال صالح : «معارضة أقوال العلماء السابقين بالمعاصرين , في المواضع والقضايا التي لا تتحدث عن هذا العصر , وهذا أيضاً من التحايل على العقول والنصوص , كموضع (نبايع وعوير و مجدل و أوطاس) وغيرها» .





قلت : وهذا الكلام على ركاكته وحاجته إلى ترجمة لابد من الردّ عليه :

أولاً : هذا من الكذب المفضوح , فهو لم يذكر أقوال العلماء السابقين التي عارضتها بأقوال المعاصرين , بل رمى ذلك بين عدّة مواضيع قد رددتُ عليه فيها وانكشف جهله .

ثانياً : العبرة بالصواب , فصالح يتظاهر هنا بالغضب للعلماء السابقين , وهو كاذب , فقد تطاول على أقدم كتاب في تحديد منازل القبائل بل هو العمدة وهو كتاب «بلاد العرب» للغدة الأصفهاني , ولكن كما قيل :

ما يضر البحر أمسى زاخرا ... أن رمى فيه غلام بحجر

ولو كان للكتاب لسانا ناطقاً لأنشأ يقول :

إذا أهل الكرامة أكرموني ... فلا أخشى الهوان من اللئام



ثالثاً : هذه الشعارات التي يرددها صالح بن دخيل الله من غضبه للعلماء السابقين وغيرها من الشعارات , مثل غضبته الكاذبة لقريش وللأزد كما سيأتي في الردّ على مناقشة المقدمة , إنما هي شعارات مصنوعة من تمر , متى احتاجها صالح أكلها , فأين احترام كلام السابقين من تطاوله وتجهيله للعالم الجهبذ لغدة الأصفهاني في كتابه العظيم «بلاد العرب»؟!! , ليته عارض كلام لغدة بكلام المعاصرين , بل عارضه برأيه الجاهل بلا أي حجة  ولا حتى شبهة .



رابعاً : كل هذا الهمط والخرط هو من باب تستر العريان بالشفاف , لم يجد ما يردّ على هذه المواضع التي ذكر (نبايع وعوير و مجدل و أوطاس) , فأتى بهذه الحجج الباردة , فليراجع المنصف الردود على المواضع السابقة تحت عنوان «هنا تجد جميع الردود على صالح بن دخيل الله , في الذب عن مواطن ومواقع السيرة وغيرها» .





الردّ على الفقرة (7) : قال صالح : «عدم ذكره لأرقام الصفحات والأجزاء , في كثير من المصادر التي استشهد بها عن بعض المواضع كخبر (العباس بن مرداس) و موضع حربة وذات عرق»





قلتُ : لو كنتُ وجدتُ الصدق في ردود صالح السابقة , لقلتُ : سلامة النظر , ألا ترى هذه الإحالات على الأرقام التي بين الأقواس , ماذا تظنها ؟!! , ولكن بما أن صالح من فرسان الكذب , فأقول له : إن كنت صادقاً فبيّن كذبي , وهات الأخبار التي تزعم أنه لا مصادر لها , بل قد عزوت إلى المصادر حتى أخبارك التي نقلتها أنت عن الرافضة عندما نقلت بجهلك واعتمادك على الرافضة «المحاني» و «مجدل» من الحجاز إلى دولة «لبنان» .





الردّ على الفقرة (8) : قال صالح : «تحويره في الحديث عن زمن المواضع المقصود التحدث عنها , إلى الحديث في زمن آخر , كحديث عن (المحاني و المسلح) في هذا الزمن»



قلت : هذا الكلام يحتاج إلى ترجمة أيها المتفاصح , أمّا موضوع «المحاني» فقد دخل في قائمة «النوادر والطُرف» وأصبح صالح بن دخيل الله بسببه وبسبب هذه العبقرية في البحث والاستدلال محط السخرية والتندر في المجالس .





الردّ على الفقرة (9) : قال صالح : «تحريفه في أخبار العلماء , وهذه من طوامه التي لا تغتفر , كقوله (قال لغدة : ناقلاً كلام الأصمعي في كتاب بلاد العرب قال الأصمعي : ولهذيل جبل يقال له كبكب , وجبل يقال له كنثيل وجبل يقال عسيب) وهذا كذب صريح على لغدة والأصمعي وقد فصّل الجاسر محقق الكتاب في هذا الخبر»



قلتُ : قوله : «تحريفه في أخبار العلماء» كيف أحرّف أخبارهم ؟!! , لعلك تقصد (أقوال) العلماء !! وهذا أيضا غير صحيح :



أولاً : قوله : «وهذه من طوامه التي لا تغتفر» بما أنك تخصّص (طوام) فقبل أيام كنت تقول عن كتاب (بلاد العرب) للغدة الأصفهاني : «وسأفصل طوآم هذا الكتاب بحول الله في مخالفته لمن قبلة مثل الأصمعي وغيرهم» أ.هـ , فلا غرابة أن تقول مثل هذا الكلام , فرجل عامّي جاهل مثلك لا يحسن القراءة , يأتي إلى قول الشاعر (لا نية) أي لا فترة من (ونى يني نية) فيخترع منه اسمين (لانية) و(لابية) ويختار لهما مكانين حسب مزاجه وهواه , بلا خوف من الله ولا وازع ولا رادع من دين أو علم أو أدب أو حياء , كيف له أن يتطاول على أهل العلم ويهدر حسناتهم وجهودهم .



ثانياً : أن هذا تكذيب للغدة بلا حجة , فلغدة قال في كتابه «بلاد العرب» ص(16) : «قال الأصمعي : ..... (17) : ولهذيل جبل يقال له كبكب , وجبل يقال له كنثيل وجبل يقال عسيب» ثم ساق بقيّة كلامه , فأين الكذب الصريح يا أبا الطوام ؟ .



ثالثاً : لا أقول صالح لا يعرف يتعامل مع كلام العلماء فحسب , بل لا يعرف يتعامل مع الكتاب , فلا يعرف المقدّمة من أصل الكتاب , ولا يعرف المتن من الحاشية , بل ولا يعرف علامات الترقيم , فهو عندما وجد «قال الأصمعي» في صفحة (16) ووجد قوله «ولهذيل جبل يقال له كبكب , وجبل يقال له كنثيل وجبل يقال عسيب» في صفحة (17) , قال هذه الجهالات , وكلام الأصمعي هنا متصل واضح , فأين الكذب الصريح على لغدة والأصمعي يا أبا الطوام ؟ .



رابعاً : قوله : «وقد فصّل الجاسر محقق الكتاب في هذا الخبر» , ماذا فصّل وماذا قال ؟ هات التفصيل , الكذب حبله قصير , شوّهت وقبّحت نفسك بهذه البجاحة في الكذب وهذا الفجور في الخصومة , قد رددتُ سابقا على كلامك هذا وهو أقرب إلى عبث الأطفال منه إلى كلام إنسان عاقل , فقد توصّل صالح بعبقريته إلى أن هذه العلامة (:) -وهي النقطتان- إذا كانت في الحاشية فهي تدلّ على الكلام الذي في المتن كذب , بل قال بالحرف : «إليكم مثال لما تفرد به ورمز له ب ( : ) حتى ياقوت المتأخر ترفع عن الأخذ به وذالك لمخالفته للعقل ولقول الاصمعي عنده» ا.هـ , فهذا يا أبا الطوام هو الكذب الصريح .





خامساً : أنت تريد كلام الجاسر إذاً , خذ كلام الجاسر :

1- قال : الأستاذ حمد الجاسر رحمه الله في تعليقه على كتاب «الأمكنة والمياه والجبال» (2/298) لنصر الإسكندري (المتوفى: 561 هـ) بعد أن نقل كلام الأصمعي السابق : «وقول الأصمعي في كتاب بلاد العرب»

2- قال الجاسر رحمه الله في تعليقه على كتاب في «الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة» (2/679) لأبي بكر الحازمي (المتوفى: 584هـ): بعد أن نقل كلام الأصمعي السابق : «وقول الأصمعي في كتاب بلاد العرب» .

فأين الكذب الصريح على لغدة والأصمعي يا أبا الطوام ؟ .



سادساً : هذا كلام الجاسر وفهمه وقبله ياقوت وقبله الزمخشري , وهو واضح لا يحتاج إلى كل هذا التفصيل , لولا سخافات هذا الجاهل , فهل سيصبح فهم الجاسر وقوله من الطوام التي لا تغتفر ؟ أو من الكذب الصريح ؟!!





الردّ على الفقرة (10) : قال صالح : «تخطئته للعلماء السابقين اجتهادا منه بدون دليل , في المواضع التي ليست في زمنه , مثل السكري والهمداني والبكري وياقوت , في مواقع نبايع و أوطاس وشابة»



قلت : قوله : «تخطئته للعلماء السابقين اجتهادا منه بدون دليل» لم ينقل قولي الذي خطأت فيه العلماء السابقين بلا دليل , أمّا قوله : «في المواضع التي ليست في زمنه» فهذه جهالة مستقلة , لا يقول بها عاقل , فكيف يقولها من يدّعي البحث والعلم , وقد رددتُ على كلام هذه الفقرة في فقرة رقم (6) , ولكنه يتكثّر بالباطل , حتى يوهم الناس كأنه ردّ عليّ .





الردّ على الفقرة (11) : قال : «دمجه لقول العالم وقولي في الردّ سواء , في أكثر من ردّ وذلك بإهام القارئ بأن جميع القول لي , أو أنني افتري على العالم , مستغلا في ذلك ضيق الكتابة (!) في صفحات تويتر , وهذا من التدليس الحقيقي الذي يتهمني به»

                                  

قلت : أولاً : من يعلم حال صالح ومبلغه من العلم ويقرأ هذا الكلام وهذه الدعاوى العريضة , لا يشك أنه مصاب بالبارانويا أو بالشيزوفرينيا , وإلا فمن هو الذي لا يميّز بين الجميم والهشيم ؟! , والذي لا يميّز بين الجهل والعلم ؟! , فكلام أهل العلم أمثال الغرّ المحجلين يعرفون بسيماهم , وكلامه صالح جهل ينادي على صاحبه بالجهالة , فلا تخشَ ياصالح من ذلك , فكلامك لا يشبهه شيء , وأيضا جميع النقل عن صالح جعلته بين أقواس بلفظه وأخطائه .



ثانياً : هات الدليل , وأين كلام العلماء الذي أوهمت فيه الناس أنه كلامك ؟ أمّا افتراؤك على العلماء فقد نقلت عنك عدّة أمثله , تجدها في الردود , أمّا قوله : «مستغلا في ذلك ضيق الكتابة (!) في صفحات تويتر» فهل هذا عذرٌ له أم عذرٌ لي ؟ وهل ضيق مكان الكتابة عنده أم عندي ؟ أعذار واهية لكي يبرر بها جهلاته .





الردّ على الفقرة (12) : قال صالح : «ذكره المواضع المتقاربة في الرسم ك(عوير وغوير) وذلك لتشويش على القارئ , وهذا لكي يصعب التفريق بين الموضعين , وحقيقة الأمر أنني لم أتطرّق لها في الحديث قريبة من بعض»

قلت : بل حقيقة الأمر أنه ليس عندك ما تستر به جهالاتك إلا هذه الأعذار الواهية , انقل كلامي وانقضه بالحجج , أما هذه التهم المجملة لا أحد يلتفت لها .





الردّ على الفقرة (13) : قال صالح : «إسقاطاته على المواقع بغير دليل , لمجرد تقارب الألفاظ مثل (نبائع ونبع والنبيعة والضجوع والجضوع والجضع والأشعر وشعر ) وترك المسميات الحقيقية التي تحمل الاسم»



قلت : كالفقرة السابقة لم ينقل من كلامي حرف واحد بل زاد الطين بلّه وكذب كعادته .





أولاً : قال صالح : أسقط الاسم على «نبائع» ولم أتكلم على «نبائع» بالهمز قط ,بل كان الكلام على «نبايع» إلا إذا كان صالح لا يفرّق بين الأسماء المتقاربة .

ثانياً : رمتني بدائها , بالأمس عندما وجد صالح النصوص في «الضجوع» كثيرة ومتباينة ترنّح وقام يتخرّص وتهجّس , حتى ذكر ثمانية أقوال عنها , فمنها قوله : «الضجوع ولعلها مايسمى بالضلوع القريبة من الجياسر» ومنها قوله : «وقد تكون الضجوع هي مايسمى بلاد المضجع المشهورة» , ولم يوفّق للصواب في حرف واحد , ولستُ له من الشامتين , والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به , فهذا يبيّن من هو الذي ينزّل الأسماء بدون دليل ؟





الردّ على الفقرة (14) : قال صالح : «استنكاره لاستشهادي بأقوال الشيعة في البلدان !! وهذا ما خالف به أكثر علماء المسلمين الذين أخذوا عنهم في كثير من العلوم , عدا علوم الشريعة , والأمثلة كثر , وهذه من حيله»



قلت : لن أناقشك في مسمّى الشيعة والرافضة , ولن أناقشك في قولك : «أكثر علماء المسلمين الذين أخذوا عنهم في كثير من العلوم» وهذه من المبالغات الكاذبة , ولكن أناقشك في مسألة «إنكاري عليك في الاستشهاد بأقوال هؤلاء الرافضة» :

أولاً : الإنكار هو على الاستشهاد بأكاذيب الرافضة .

ثانياً : الإنكار هو على تأكيد كذبك بكذب غيرك .

ثالثاً : سأنقل لكم مثالين لاستشهاد صالح بأكاذيب الرافضة على دعواه الكاذبة  :



1- كان صالح يريد أن ينقل «مجدل» الموجود في تهامة إلى «المحاني» التابعة لمكة المكرمة , فقام بنقل «مجدل» و «المحاني» الموجودة في الحجاز إلى بيروت في دولة لبنان .

قال صالح : «والمحاني قريبة من مجدل موضع بعينة ليس كما يظن البعض أنه أخذ من محنّية الوادي فأليكم الشاهد»

ثم نقل صوة لقول الشاعر :



«يا نازلين محاني مجدل ذهبت ... بالجسم أدواؤه فابقوا لنا الروحا»



(فنقل صورة البيت السابق من موقع المكتبة الشيعية ) من كتاب أعيان الشيعة للرافضي محسن الأمين (8 /353) , والبيت السابق الذي هو شاهد صالح , هو من قصيدة في ترجمة علي بن مهدي بن علي الرافضي المتوفى سنة 1373هـ , ومجدل هي قرية (مجدل سلم) من جبل عامل في لبنان , يعني هي بلدة لبنانية تقع في قضاء مرجعيون ، وكان قد أرسل هذه القصيدة من سجن بيروت إلى ولده في قرية (مجدل سلم) .



عندما يكون هذا الاستخفاف بعقول الناس يجب الإنكار عليه , وقد حددتُ موقع «مجدل» في تهامة فراجعوا الردّ عليه في ذلك .



2- عندما تمثّل شعراء هذيل بوحش «حربة» في أشعارهم اخترع لها صالح بن دخيل الله مكاناً اعتماداً على أكاذيب الرافضة .

فبيّنت له أن الشعراء من القبائل الأخرى تمثلوا بوحش «حربة» وأنه مما يتمثّل به الشعراء , وانكرت عليه استشهاده بكذب الرافضي على دعواه الكاذبة .



قال صالح : «حربة هي بالقرب من ذات عرق» وقال : «ولكن الذي فصّل في حربة الخطيب على الهاشمي فقال بالقرب من ذات عرق»



قلت : من هو الخطيب الهاشمي ؟ وماهو كلامه ؟



هو الرافضي علي الهاشمي الموسوي النجفي ( المتوفي : 1396هـ ) وكلامه في كتابه «الحسين في طريقه إلى الشهادة» (ص31) وهذا كلامه : «وإلى جنب ذات عرق (الحربة) سمّيت بعرق الجبل . فإذا صرت عند الثامن من البريد رأيت بيوت (الحربة) في الجبل . وهناك بئر للأعراب يمنة الطريق . وأهل ذات عرق يسمّون الجبل كلّه ذات عرق» .

قام صالح بتصوير كلامه من موقع (شبكة كربلاء المقدسة) .

                                    



قلتُ : سبحان الله , صدق الذي قال :

ومن يكن الغراب له دليلا ... يمرّ به على جِيَف الكلاب



إن الرافضة من أجهل الناس بالمنقول والمعقول , فالرافضي لجهله بكتب أهل العلم يطفح كتابه بالتصحيف والتحريف , فـ(الحربة) هي تصحيف من (خرابا) .

فقوله : «فإذا صرت عند الثامن من البريد رأيت بيوت (الحربة) في الجبل» هو مصحف من «فإذا صرت عند الميل الثامن رأيت هناك بيوتا في الجبل (خرابا) يمنة»



قال أبو الحسن السمهودي (المتوفى: 911هـ) في «وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى» (3/181) : «فإذا صرت عند الميل الثامن رأيت هناك بيوتا في الجبل (خرابا) يمنة عن الطريق، يقال: إنها (ذات عرق) الجاهلية، وأهل ذات عرق يقولون: الجبل كله ذات عرق» .





ختاماً : قال صالح بن دخيل الله في بداية كلامه : «وقبل أن أشرع في الردّ عليه .... الخ» فلم يتكلم صالح عن المواضع التي دلّس فيها ، حرفاً واحداً , بل أطلق الكلام على عواهنه , ولم ينقل حرفاً واحداً من كلامي إلا في الفقرة رقم (9) , ورددت عليه هناك .... وللكلام بقية .

الردّ على صالح بن دخيل الله في موضع (تضارع)

                                               (تضارع)





قال صالح : «تضارع جبل بنجد قريب من حمى الربذة وشابة قال البكري جبل لهذيل لكن يظنه تضارع الذي بالمدينة وهو غير ذلك» ثم قال : «والدليل ان تضارع الذي بالمدينة وادي وتضارع الذي بنجد جبل وفي ديوان الهذليين يقول الاصمعي انه بنجد» ثم قال : «وعن تضارع هناك شاهد للافوه الاودي في احد مغازيه على بني عامر بنجد قال الحموي»



قلت : هذا الكلام ليس أساس من الصحّة أو الضعف , بل هو من اختراعات الأخ صالح , فمن أين له أن جبل (تضارع) قريب من حمى (الربذة) ؟ وأين جبل (تضارع) هذا ؟ فليحدده إن استطاع , فالأخ صالح هنا لا يملك أصول الاستدلال عند البلدانيين , وهما :

 1- النقل , 2- والواقع .

أمّا النقل فهذه الكتب , من ذكر أنها قريبة من الربذة ؟ , أمّا الواقع فهذه الربذة , فليرشدنا , قريب من أيّ جهة من الجهات الأربع ؟ ومن أخبره بذلك ؟ .



وقد تكلم هنا عن ثلاثة مواقع كلها مشتركة في اسم (تضارع) ولم يوفق للصواب في الكلام عن موقع واحد , وليس فيها موضعاً واحد في بلاد هذيل , وهي كالتالي :



(1) - (تضارع-المدينة) : قال صالح : «والدليل ان تضارع الذي بالمدينة وادي وتضارع الذي بنجد جبل وفي ديوان الهذليين يقول الاصمعي انه بنجد» .

قلت : عجيب هذا الدليل وهذا الاستدلاال , وهذا كله جهل واضح , فالصحيح أن (تضارع) المدينة (جماء) أي جبل وليس وادياً , و(الجمّاوات) ثلاثة جبال تقع في الجهة الغربية من المدينة المنورة على امتداد وادي العقيق ، ومنها جبل (تضارع) وهو أقرب الجماوات إلى المدينة المنورة , فجبل (تضارع) يبعد عن المدينة حدود أربعة كيلومترات تقريبا , فيقع على يمين المتجه إلى ميقات (ذو الحليفة) , وجبل (تضارع)  لا زال معروفاً باسمه اليوم (تضارع) ويسميه بعضهم (غرابة) , وهو جبل معروف مشهور , وهو الذي يقول فيه أُحَيحة بن الجُلاح :



إني والمشعر الحَرامِ وما ... حَجَّتْ قريش له وماشعروا

لاآخذ الخُطَّة الدنيَّة ما ... دام يُرى من (تُضارُعٍ) حَجَرُ



وفي تاريخ المدينة لابن شبة (‏405‏) : عن أيوب بن النعمان بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يسيل تضارع إلا في عام ربيع» و(تضارع) الجبل الذي سفحه قصر ابن بكير العماني وقصور عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، على ثلاثة أميال من المدينة على يمين من ذهب إلى مكة . انتهى



قال حسان بن ثابت رضي الله عنه :

وكان بأكناف العقيق وبيده ... يحطّ من الجماء ركنا ململما



وقال أيضاً :

عفا مكمن الجماء من أمّ عامر ... فسلع عفا منها فحرّة واقم

قلت : قوله : مكمن الجماء هو (المكيمن) جُبيل معروف بجنب (تضارع) .

وقال الواقدي: تضارع جبل بالعقيق .

قلت : وبهذا تعلم خطأ قول الأخ صالح وخطأ استدلاله واستنباطه .





(2) - (تضارع-تهامة) : وهو الذي عناه أبو ذؤيب بقوله :



كَأَنَّ ثِقَالَ الْمُزْنِ بَيْنَ تُضَارِعٍ ... وَشَامَةَ بَرْكٌ من جُذَام لَبِيْجُ



وهذا الجبل (تضارع) جنوب غرب (مكة) (35) كيلاً تقريباً , ويسمّى اليوم هو وجبل (تضرع) بـ(الضروع) وهما جبلان أحمران شمال جبل (سطاع) وهو ليس من جبال هذيل , بل هو من جبال كنانة , والقول الذي نسبه البكري للأصمعي هو خطأ محض , فالأصمعي ذكر أنه جبل في بلاد كنانة , وإليك النقل الصحيح عن الأصمعي :



قال الأصمعي كما في كتاب لغدة (17) عندما تكلّم على منازل وبلاد قبيلة كنانة : «ولكنانة بتهامة ماء يقال له (خذراق) لجماعة من كنانة , و(رخمة) لبني الديل خاصة , وهو بجبل يقال له (طفيل) , و(شامة) جُبيل بجنب طفيل , و(المنصحيّة) لبني الديل خاصة , ولهم (المحدث) و (مجنة) لبني الديل خاصة , ولهم من الجبال (تضرع) و(تضارع) وهما جبلان , وجبل يقال له (سَرْوَعة) , وجبل يقال له (ضَاف)» ا.هـ



وكذلك قال الزمخشري (المتوفى: 538 هـ) في «الجبال والأمكنة والمياه» : «تَضْرُع وتضارع: جبلان بتهامة لبني الدئل» .



وقال نصر الإسكندري (المتوفى: 561 هـ) في «الأمكنة والمياه والجبال» (1/240) : «تُضارع جبل بالحجاز لبني كِنانة» .



وقال ياقوت الحموي في « معجم البلدان» : «تُضَارُعُ : بضم الراء على تفاعل عن ابن حبيب، ولا نظير له في الأبنية، ويروى بكسر الراء: جبل بتهامة لبني كنانة ويُنشد قول أبي ذؤيب على الروايتين:

كأن ثقال المزن، بين تضارع ... وشابة، برك من جذام لبيج» . انتهى



قال الأستاذ عاتق البلادي رحمه الله في المعجم (873) عن (شابة) بعد أن ذكر بيت أبي ذؤيب السابق : «ما قُرن مع (تضارع) فهو (شامة) بالميم وكذلك إذا ذكر حول مكة , أمّا ما ذكر شرق المدينة فهو شابة بالموحدة التحتية , أمّا بيت أبي ذؤيب فهو على (شامة) التالي ذكرها» .



ثم قال عاتق البلادي رحمه الله أيضاً في المعجم (877) عن (شامة) : «وهما للجحادل من بني شعبة من كنانة , وخُلِطَ بينه وبين (شابة) بالباء المتقدم :

قال أبو ذؤيب الهذلي :

كأنّ ثِقالَ المُزنِ بين تُضارِعٍ ... وشامَةَ بَرْكٌ مِنْ جُذامَ لَبِيجُ



وتضارع وتضْرع : جبلان هناك يعرفان اليوم بـ(الضروع) , وإذا ذكر من نواحي مكة أو في ديار كنانة وشعر هذيل فهو (شامة) بالميم , وإذا ذكر في نواحي المدينة فهو (شابة) بالباء» .

ثم قال : «أمّا الذي في شعر أبي ذؤيب :

كَأَنَّ ثِقَالَ الْمُزْنِ بَيْنَ تُضَارِعٍ ... وَشَامَةَ بَرْكٌ من جُذَامَ لَبِيْج



قال السكري: شامة وتُضارع: جبلان بنجدٍ، ويُروى: شابة.

قلت: هذا خطأ , فشامة وتضارع جبلان حول مكة وليسا في نجد وقد نوهت على ذلك في شابة وكذلك في أول المادة» . انتهى كلام عاتق .



وذكر عاتق أيضاً في «معالم مكة التأريخية والأثرية» (ص47) : أن (الضُّرُوع) جنوب غربي مكة على (35) .

رحم الله الأستاذ البلادي رحمة واسعة فهذا الكلام وهذه القواعد تكتب بماء الذهب .



قال حمد الجاسر في تعليقه على كتاب الحازمي «الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة» (ص511) تعقيباً على كلام السكري السابق : «وما أرى أبا ذؤيب قصد إلا (شامة) المتقدم ذكره , فهو واقع في بلاد قومه , أمّا (تضارع) فقد ذكر ياقوت أنه جبل بتهامة لبني كنانة , واستدل بقول أبي ذؤيب , ويفهم منه تقارب الجبلين , وبنو كنانة منازلهم تجاور منازل هذيل , في (تهامة) جنوب مكة وقربها» . انتهى



أمّا قول صالح : «وتضارع الذي بنجد جبل وفي ديوان الهذليين يقول الاصمعي انه بنجد» .

قلتُ : أمّا نقله عن الأصمعي فليس صحيحاً , وغرّه ما وجده في شرح السكري : «شامة وتُضارع جبلان بنجدٍ» , وبعدها «عن الأصمعي المزن السحاب كان فيه ماء أو لم يكن» , فظن الأخ صالح أن الجزء الأول مرتبط بالجزء الثاني , وساعده على فهم ذلك سوء صنيع المحقق في علامات الترقيم .



وقول : «شامة وتُضارع جبلان بنجدٍ» هذا من كلام السكري وأغلاطه المشهورة , وعزو هذا الكلام للأصمعي خطأ , ويتبين ذلك بعدة أمور :



أولاً : أن (شامة) و (تضارع) في تهامة لا يجهل ذلك أحد .



ثانيا : أن قول الأصمعي الثابت الذي نقله العالم المتخصص في الكتاب المتخصص يردّ على ذلك , قال الأصمعي كما في كتاب لغدة (17) عندما تكلّم على منازل وبلاد قبيلة كنانة : «ولكنانة بتهامة ماء يقال له (خذراق) لجماعة من كنانة , و(رخمة) لبني الديل خاصة , وهو بجبل يقال له (طفيل) , و(شامة) جُبيل بجنب طفيل , و(المنصحيّة) لبني الديل خاصة , ولهم (المحدث) و (مجنة) لبني الديل خاصة , ولهم من الجبال (تضرع) و(تضارع) وهما جبلان , وجبل يقال له (سَرْوَعة) , وجبل يقال له (ضَاف)» ا.هـ



ثالثاً :أنّ العلماء نقلوا هذا الكلام ونسبوه للسكري وليس للأصمعي , قال أبو بكر الحازمي (المتوفى: 584هـ) في «الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة» : «في شعر أبي ذؤيب :



كَأَنَّ ثِقَالَ الْمُزْنِ بَيْنَ تُضَارِعٍ ... وَشَامَةَ بَرْكٌ من جُذَامَ لَبِيْجُ



قال السكري: شامة وتُضارع: جبلان بنجدٍ، ويُروى: شابة» . انتهى كلامه



وقد عقّب حمد الجاسر في تعليقه على كتاب الحازمي «الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة» (ص511) على كلام السكري السابق فقال : «وما أرى أبا ذؤيب قصد إلا (شامة) المتقدم ذكره , فهو واقع في بلاد قومه , أمّا (تضارع) فقد ذكر ياقوت أنه جبل بتهامة لبني كنانة , واستدل بقول أبي ذؤيب , ويفهم منه تقارب الجبلين , وبنو كنانة منازلهم تجاور منازل هذيل , في (تهامة) جنوب مكة وقربها» . انتهى



وقال ياقوت الحموي رحمه الله في « معجم البلدان» في رسم (شَامَة) : «وأمّا الذي في شعر أبي ذؤيب:

                                    

كأنّ ثقال المزن بين تضارع ... وشامة برك من جذام لبيج

قال السكري: شامة وتضارع جبلان بنجد، ويروى شابة» . انتهى كلامه



وقال عاتق البلادي رحمه الله : «أمّا الذي في شعر أبي ذؤيب :

كَأَنَّ ثِقَالَ الْمُزْنِ بَيْنَ تُضَارِعٍ ... وَشَامَةَ بَرْكٌ من جُذَامَ لَبِيْج



قال السكري: شامة وتُضارع: جبلان بنجدٍ، ويُروى: شابة.

قلت: هذا خطأ , فشامة وتضارع جبلان حول مكة وليسا في نجد وقد نوهت على ذلك في شابة وكذلك في أول المادة» . انتهى كلام عاتق .



وبهذا يتبيّن للجميع تخبطات وجهالات الأخ صالح في قوله : «في نجد تضارع وشابة كما قال الاصمعي فلستم بأعلم منه» , وقوله : «وهذا قول الاصمعي عن شاهد الهذلي عن تضارع وشابة..قال في نجد!! وشامة تصحيف لان نجد ليس فيها شامة» .



وقد رددت عليه في دعواه بخصوص موضع (شابة) وبيّنت له بكلام أهل العلم خطأه , فقول أبي ذؤيب :



كأنّ ثقال المزن بين تضارع ... و(شامة) برك من جذام لبيج

هو (شامة) وليس (شابة)

وهي الرواية الصحيحة في ديوان أبي ذؤيب رواية الأصمعي , وهي الرواية التي حفظها العلماء قديماً وحديثاً , قال ابن السكّيت في كتاب «الألفاظ » (المتوفى: 244هـ) : «وقالَ أبو ذُؤيبٍ :

كأنّ ثِقالَ المُزنِ بَينَ تُضارِعٍ ... و(شامةَ) بَركٌ مِن جُذَام لَبِيجُ» .



وقال أبو بكر الحازمي (المتوفى: 584هـ) في «الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة» :

«في شعر أبي ذؤيب :

كَأَنَّ ثِقَالَ الْمُزْنِ بَيْنَ تُضَارِعٍ ... وَ(شَامَةَ) بَرْكٌ من جُذَامَ لَبِيْجُ» .



وقال ياقوت الحموي رحمه الله في « معجم البلدان» في رسم (شَامَة) :

«وأمّا الذي في شعر أبي ذؤيب:

كأنّ ثقال المزن بين تضارع ... و(شامة) برك من جذام لبيج» .



وذكر (شامة) هنا هو الذي يشهد له الواقع من قرب (تضارع) و (شَامَة) من بلاد هذيل , بل ويشهد له سياق القصيدة , قال أبو ذُؤيب :

لِكُلِّ مَسِيلٍ مِنْ تِهامةَ بَعْدَ ما ... تَقَطَّعَ أَقرانُ السَّحابِ عَجيجُ

كأنّ ثِقالَ المُزنِ بين تُضارِعٍ ... وشامَةَ بَرْكٌ مِنْ جُذامَ لَبِيجُ



وقد ذكرت ذلك للأخ صالح لعله يفهم قول أبي ذؤيب , فردّ ردّاً يدل على أنه لايفهم أو لا يريد أن يفهم , فقال : «لاتقص النص لتوهم القاري انها بتهامة! فأبوذؤيب يصف رحيل السهمية الهذليه من الانعمين!» .

قلت : قال الحازمي (المتوفى: 584هـ) في كناب «الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة» : «وحزم الأنعمين بمكّة» , ثم أين القص ؟ وأنا أدعوا القارئ لقراءة القصيدة حتى يعلم مصداقية صالح في قوله ونقله وفي فهمه للشعر .

قال أبو ذؤيب -رحمه الله تعالى- :

صَبا صَبْوةً بل لَجَّ وهو لَجوجُ ... وزالت لها بالأنعَمَيْنِ حُدُوجُ

كما زالَ نَخلٌ بـ(العِراقِ) مُكَمِّمٌ ... أُمِرَّ له مِن ذي الفُراتِ خَليجُ

فإِنّكَ عَمْرِى أيَّ نظرةِ عاشقٍ ... نظرتَ وقُدْسٌ دوننا ودَجُوجُ

إلى ظُعُنٍ كالدَّومِ فيها تَزايُلٌ ... وهِزّةُ أَجْمالٍ لهنّ وَسِيجُ

غَدَوْنَ عُجَالَى وانتحَتهُنَّ خَزْرَجٌ ... مُعَفِّيَةٌ آثارَهُنّ هَدُوج



قال العلامة اللغوي محمّد محمود الشنقيطي : لم يرو الأصمعي خمسة أبيات من أوّل القصيدة .

ونصّ السكري في الشرح (1/128) أنّ الأبيات الخمسة السابقة ليست من رواية الأصمعي , فقال السكري : من هاهنا روى الأصمعي :



سَقَى أُمَّ عَمْرٍو كلَّ آخِرِ ليلةٍ ... حَناتِمُ سُودٌ ماؤهُنّ ثَجِيجُ

تَرَوّتْ بماءِ البَحْرِ ثمَّ تَنَصّبَتْ ... على حَبَشِيّاتٍ لهنّ نَئيجُ

إِذا هَمَّ بالإِقلاعِ هَبَّت له الصَّبا ... فأعقَبَ نَشءٌ بعدَها وخُروجُ

يُضئُ سَناهُ راتِقًا متكَشِّفًا ... أَغَرَّ كمصباحِ اليهودِ دَلُوجُ

كما نَوَّرَ المِصباحُ للعُجْمِ أمرَهُم ... بُعَيدَ رُقادِ النائمِين عَريجُ

أرِقْتُ له ذاتَ العِشاءِ كأنّه ... مَخاريقُ يُدعَى وَسطَهنَّ خَريجُ

تُكَرْكُره  نَجدِيّةٌ  وتَمُدُّهُ ...  يَمَانِيَةٌ  فَوْقَ  البِحارِ مَعُوجُ

له هَيدَبٌ يَعلُو الشِّراجَ وهَيْدَبٌ ... مُسِفٌّ بأَذنابِ التِّلاعِ خَلُوجُ

ضَفادِعُه غَرْقَى رِواءٌ كأنّها ... قِيانُ شُروبٍ رَجْعُهُنّ نَشِيجُ

لِكُلِّ مَسِيلٍ مِنْ تِهامةَ بَعْدَ ما ... تَقَطَّعَ أَقرانُ السَّحابِ عَجيجُ

كأنّ ثِقالَ المُزنِ بين تُضارِعٍ ... وشامَةَ بَرْكٌ مِنْ جُذامَ لَبِيجُ

فذلِكَ سُقيَا أمّ عَمرٍ وإنّني ... لِمَا بذَلتْ مِن سَيبِها لبَهيجُ



كأنّ ابنةَ السَّهمِيِّ دُرّةُ قامِسٍ ... لها بعدَ تقطيع النُّبوحِ وَهيجُ

بكفَّيْ رَقاحِيٍّ يُحِبُّ نمَاءَها ... فيُبرِزُها للبَيْعِ فهيَ فَرِيجُ

أَجازَ إليها لُجَّةً بعد لُجَّةٍ ... أَزَلُّ كغُرْنُوقِ الضُّحولِ عَمُوجُ

فجاءَ بها ما شِئتَ مِن لَطَمِيّةٍ ... يَدومُ الفراتُ فَوقهَا ويموجُ

فجاءَ بها بَعْدَ الكَلَالِ كأنّه ... من الأيْنِ مِحْراس أقَذُّ سَحيجُ

عَشِيّةَ قامت بالفِناءَ كأنّها ... عَقِيلةُ نَهْبٍ تُصْطَفَى وتَغوجُ

وصُبَّ عليها الطِّيبُ حتَّى كأنها ... أسِيٌّ على أمِّ الدِّماغِ حَجِيجُ

كأنَّ عليها بالَةً لَطَمِيَّةً ... لها مِن خِلالِ الدَّأيتيْن أريجُ

كأنَّ ابنَةَ السَّهْمِيِّ يَومَ لَقِيتهُا ... مُوَشَّحةٌ بالطُّرّتَينِ هَمِيجُ

بأَسْفلِ ذات الدَّبْرِ أُفرِدَ خُشْفها ... فقد وَلِهَتْ يَومَينِ فهيَ خَلُوج

فإنْ تَصْرِمِي حَبْليِ وإنْ تَتَبدَّلي ... خَليلًا ومنهمْ صالحٌ وسَمِيجُ

فإنِّي صَبَرتُ النَّفس بَعدَ ابنِ عَنبسٍ ... وقد لَجَّ مِن مَاءِ الشُّؤون لَجوجُ

لأُحْسَبَ جَلْدًا أو ليُنبَأَ شامتٌ ... ولِلشَّرِّ بعد القارِعات فُروج

فلذلِكَ أَعْلَى مِنكِ فَقْدًا لأنّه ... كَريمٌ وبَطْنِي بالكِرامِ بَعيجُ

وذلك مَشْبوحُ الذِّراعَينِ خَلْجمٌ ... خَشُوفٌ، بأَعْراضِ الدِّيارِ دَلُوجُ

ضَروبٌ لِهامات الرِّجالِ بسَيْفهِ ... إِذا حَنَّ نَبْعٌ بينَهمْ وشَرِيجُ

يقرِّبُهُ للمستضِيفِ إذا أتَى ... جِراءٌ وشَدٌّ كالحَرِيقِ ضَريجُ



وهذا الوصف من أبي ذؤيب هو الذي يوافق الواقع , فالبحر أمامه والسحاب لقربه من الأرض وتفرقه بين هذين الجبلين كأنه إبل , فهو يصف هذا الوصف الجميل بعد المطر , وبعد أن سالت تهامة , وأصبح لكل مسيل صوت بالماء , وتفرق السحاب ولم يبق إلا ثقال المزن

والسحاب , وكأنه قد وقف على جبل (سطاع) وليس بينه وبين البحر إلا ذلك السهل الممتد , وجبل (شامة) عن شماله وجبل (تضارع) عن يمينه والسحاب بعد المطر متفرق إلا الثقال منه , فكأنه الإبل في مباركها , ولكن الأخ صالح أفسد هذا الوصف الجميل وشوّه شعر أبي ذؤيب , بكلام لا يقبله حتى الحمقى .



فقال صالح تفسيرا لقصيدة أبي ذؤيب : «يصف اثر السيول في تهامة ومن ثم في تضارع وبنجد واعتقد ان الاصمعي مر على النص قبلك» .

قلت : لقد قوّلت أبا ذؤيب ما لم يقل , إلا إذا كنت تظن أن سيل تهامة يذهب لنجد فهذه كارثة أخرى .

أما قول صالح : «ويذكر قدس موضع بنجد كما ذكر ياقوت وكما في الديوان رواية الاصمعي» فهذا الخطأ أوضح من أن يُرد عليه ، ولو كان للقول موضعاً لرددت عليه ، ولكن كثرة هذه التعقيبات عند من لا يشكرها هي مضيعة للوقت والجهد ، والله المستعان. .





(3) - (تضارع-بني عامر) التي قال فيه الأفوه الأودي :



وجرّد جمعها بيض خفاف ... على جنبي تضارع فاللهيب



لم أقف عليه , ولعله في جنوب الجزيرة العربية حيث منازل بني عامر التي تجاور بلاد مذحج القحطانية قوم الأفوه , ومما يظهر من كلام الأصفهاني ومن بيت الأفوه أنه ماء أو وادي وليس جبلاً , وهذا البيت من قصيدة قالها الأفوه في «يوم الصبيب» وهو لم يحضره , وهي معركة بين بني أود القحطانية وبين بني جعفر من بني كلاب العامرية , قال أبو الفرج الأصفهاني في كتاب «الأغاني» (12/120) : «مضى زيد بن الحارث حتى لقي بني عامر بتضارع ، وعليهم عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب» .